بقلم الكاتب ….
زين العابدين حبيب
قابلتها منذُ عهدٍ ليسَ ببعيد، ولكنني حينها شعرتُ وكأنني أعرفها منذُ زمنٍ طويل، جلسنا نتجاذبُ أطرافَ الحديثِ أغازلها، وتضحك، وضحكاتها تسرقني فما كان مني إلا أن أهاجرَ في سماءِ العشقِ معها؛ صمتٌ عميقٌ سادَ بيننا، وبعدَ هدوءٍ طويل قاطعَ صوتها شرودي قالت: ألا تعلمُ أنك جلادي ومنك دائي ودوائي؟ قالتها وكوَت قلبي، وأضرمت فيه ناراً، وكأنّني عجوزٌ في عمرِ الستين وقعَ في الحب من جديد ،لحظاتُ حبٍّ وغرام تحولت فجأةً إلى جحيمِ آلام، حادثٌ مروّعٌ رهيب، جعلني أفقدُ محبوبتي، نورُ حياتي انطفئ، وأنا وحيدٌ الآن دونَ ملجأ يحتويني، ودونَ مرهمٍ يشفيني
أصبتُ بالجنونِ، وبدأتُ أجري في الأحياءِ باحثاً عنها،
مررتُ بكلّ مترٍ مررنا فيه، وفي كلّ زاويةٍ وزقاق،
لم أجدها! فجأةً تذكرت لعلّها في عملها ركضتُ مسرعاً، وأخيراً وصلت، لم أجدها
خيبةٌ تعتريني، ونورُ أملي انطفئ، لم يعد بإمكاني الصمود، خارت قواي، وسقطتُ أرضاً، لحظاتٌ قليلةٌ فصلتني عن الكونِ أجمع فرأيتها!
قالت لي: قم يابطلي المغوار عد كما عهدتكَ ذاكَ الجبلَ الذي لايضام عانقتني وقبلتني ثمّ رحلت
استيقظتُ من نومي لأرى نفسي وحيداً دونها
انهمرت دموعي على خدي، وشوقُ الحب يكويني
ذهبتُ إلى مسكنها تحت التراب
خاطبتها وشكوتُ لها مرّ أيامي دونها سقطتُ نائماً على صدرها.
بقلم الكاتب …. زين العابدين حبيب
Discussion about this post