بقلم … فائزة سلطان
كُلّما أُقَشِّرُ نفسي؛
أَرى حُلُماً كبيراً
يَحتضِرُ وحِيداً.
يداكَ العصيبَتانِ
لا تفُكّانِ عن خنقِ رُوحي،
أَيُّها الماضِي المُتَعَفَّن.
فراشَتي المَيِّتة؛
ماعتِ الأَلوانُ
بين يدَيَّ
وأَنا أُلَوِّنُ أَجنِحَتَكِ الشَّاحِبة.
حِينَما تعصِرُ قَلبي؛
تتَلَطّخُ يداكَ بِحِبرٍ أَسودَ
مِن قصائِدي المكتُومةِ
منذُ زمَن.
أُحاوِلُ أن أُعَزّي نفسِي..
فما زِلتُ أَرى وردةً
زرَعتُها فِي عينِي
حِينَما رأَيتُك.
ياه.. كمْ أَهملْتَني!
كأَنِّي ورَقةٌ صفراءُ
كُتِبَت علَيها دُيونُ غيرِي!
أَصدِقائِي؛
هُمُ الأَحلامُ المُزعِجةُ
الَّتي تَزورُنِي
حِينَما قرَّرتَ الابتِعادَ عنِّي.
كم هُوَ مُؤلِم
مُؤلِمٌ حقَّاً
أَن تُحِسَّ المرأَةُ بِأَنَّها
لا تُتقِنُ دورَ غيرِها فِي عينيكِ حتَّى.
تُحِبُّها مهْما حاولتَ أن تُنكِرَها،
فهِيَ تعيشُ تحتَ جِلدِكَ،
وأَنا أَعيشُ في ظِلِّكَ.
ياه.. يا أُمِّي كمْ أَنا بِحاجةٍ إِلى صدرِكِ؛
فلقَد هدَرَتِ الأَيَّامُ دَمي،
وخدَعَتني الغُيومُ،
وأَمطرتْ أَكاذيبَ سوداءَ بدلاً منَ الزُّهور.
خدَعَتنِي الأَرضُ،
ونِمتُ على صدرِ الوحدةِ،
وبقِيَتِ الغُربةُ
أَقربَ صَديقاتي.
الحُلُمُ؛
عِبارَةٌ عن فُقاعةٍ
تحتَمي بِرِقَّتِها
حِينما تحِنُّ إِلى الطُّفولة.
مِتَّ فِي داخِلِي
كما ماتَ الآخَرُونَ..
الفرقُ الوحيدُ
أَنَّكَ ترفُضُ أَن تنتَشِلَ جُثَّتَكَ من ساحةِ رُوحي.
اذهبْ إلَيها.. لعَلَّها تفهمُكَ أَكثرَ.
اذهبْ إِلَيها.. ستكونُ بانتِظارِكَ،
وستُفارِقُ أَحلامي هِيَ،
وستتَوَقَّفُ عنِ البحثِ عنكَ فِي داخِلي.
ستُقابِلُها،
وتحتضِنُها،
مِثلما كُنت مِن قبلُ،
وستَنصهِرُ الأَديانُ بينكُما.
بقلم … فائزة سلطان
Discussion about this post