الماء الراكد يأسن .. ولكن كلما سرى وجرى طاب وعذب .. لينساب سلالا من بين تلك الجنبات الرائدة .. حيث يولد الإبداع .. مابين رؤية إخراجية وأداء تمثيلي متميز .. ودور قيادي مؤثر .. يبقى القلم أسيرا .. عندما ينطق اللسان بعذب الكلام .. وتتنفس الحروف بعبق المحبة والإخاء ..
هي علاقة ملحمية فريدة .. سطرها شعب يعتز بأمسه ويفخر بحاضره ويمضي إلى غده بيقين ووعي وعزم أكيد .. وإرادة لاتعرف التردد .. وهمة لاتعرق التلكؤ ..
يقول ضيفنا العزيز :
بدأت حياتي العملية من المسرح .. ثم انتقلت إلى الفنون الأدائية الشاملة .. ثم انتقلت إلى الإدارة الثقافية ، إلى أن وصلت الآن إلى بعد أكثر شمولية .. وهو الإشتغال على المستقبل من بوابة الحاضر ، مع الأجيال التي ستشكل المنعطف الأكثر تأثيرا في العقود المقبلة من عمر الدولة .. انطلاقا من الهوية الوطنية .. واستنادا إلى أبعادها المختلفة كذلك .. ويمكنني القول : ان كل مرحلة كان لها تأثيرها ، وكانت تجارب أمكنني الإستفادة منها وتوظيفها بما يتناسب مع كل مرحلة جديدة .. وهو مفيد لمراكمة الخبرات ..
يصعب على الإنسان أن يصف نفسه بشكل دقيق ، باعتبار أن مايفعله على أرض الواقع يجعل الآخرين يقيمون مايفعله .. ويطلقون عليه – بناء على ذلك – وصفا قرينا بما يفعله ، ولكن إن جاز لي تجاوز هذه الجزئية .. فيمكن أن أصف نفسي بكوني ساعيا إلى الإختلاف المنتج والمفيد والتفاعلي .. بما يحقق تحولات في المجالات التي أقدمها على شكل مهمة إدارية ملتزمة ببرامج يتم اقتراحها وتنفيذها .. بالشراكة مع فريق عمل متعدد الاختصاصات ..
أما عن طبيعة عملي الخدمي : فقد كان منذ البدء – ومازال – مبنيا على الإنتاج التشاركي ضمن فريق عمل يلامس استراتيجيات ذات أهداف طويلة المدى يمكن أن تكون لبنة في بناء عدد من الشرائح المجتمعية .. بحسب البرامج والمناشط التي نقوم بها .. وأضاف ياسر القرقاوي رئيس مجلس ٱدارة مسرح دبي الوطني ، بعد سؤاله عن رؤيته المستقبلية لواقع المسرح على الصعيدين المحلي والدولي في ظل انتشار وسائل التواصل الٱجتماعي على نحو كبير ؟ أضاف قائلا :
كوني رئيسا لمجلس إدارة مسرح دبي الوطني .. يجعل من مهمتي الإدارية ذات مسؤولية غير محدودة .. خاصة وأن المسرح جزء لايتجزأ من تكويني منذ المراهقة .. وعندما تأسست القابلية على صنع استراتيجية جديدة مرتبطة بالمسرح .. خاصة بعد استقلاله عن جمعية الفنون الشعبية بدبي .. فإن المهمة أصبحت أصعب .. ولكن الحلم بالتميز والإختلاف . لايتوقف أبدا .. أما الرؤية المستقبلية للمسرح محليا ودوليا فهي مرتبطة بطريقة فهمنا لما ينبغي أن يؤول إليه المسرح في ظل المتغيرات التي طرأت على العالم .. مثل منصات التواصل الإجتماعي .. التي كسرت الحضور التقليدي لمشاهدة المسرح ، ومنها الطرق المختلفة التي يتم التعاطي بها مع النصوص والعروض وفلسفة المشاهدة وغيرها من أنواع الخطاب المسرحي .. التي خرجت من كونها خشبة مسرح وإضاءة وديكور .. إلى كونها خطابا متعدد المسارات والتأثير والشرائح التي يخاطبها ..
أجد من الضروري أن يستفيد المسرح من منصات التواصل الإجتماعي لأنها عناصر جاذبة للمشاهدة والمتابعة .. وهي صنف يمكن – من خلاله – قراءة المسرح الذي يتوق إليه الجيل الجديد ، ولكن علينا أن نفهم – في الوقت ذاته – كيف يمكننا فعل ذلك .. ؟ وكيف يمكن تغيير النظرة إلى المسرح من حيث الرسالة والهدف والأفكار التي يمكن أن نوصلها من خلال هذه المنصات ..
– ماهو نوع النصوص الأكثر تداولا في دولة الإمارات العربية المتحدة ؟
– عندما نتحدث عن النصوص .. فنحن نتحدث عن العروض .. لأن النصوص المسرحية ليست متداولة للقراءة نسبيا ، ولكنها نصوص يتم ٱعدادها للعروض المسرحية ، ولكن ثيمات المسرح تتراوح بين الشعبي والتجريبي وقليل من التاريخي ، ومابين هذه الثيمات تدور النصوص والعروض على حد سواء ..
– حققت دولة الإمارات الموقرة .. نجاحا منقطع النظير على كافة الأصعدة .. برأيكم : ماهو سر هذا التميز الكبير على الصعيد الدولي ..؟
– منذ تأسيس الدولة على يد الراحل الكبير الوالد الشيخ ( زايد بن سلطان آل نهيان ) طيب الله ثراه – كان هناك إدراك بأن الدولة تسير بمساريين متوازيين ..
الأول معني بالهوية والخصوصية .. والثاني : معني بتوظيف الموارد المختلفة للدخول في تنافسية مدروسة .. من ناحية واستراتيجية مبنية على الطموح والإختلاف والتمايز عن الغير .. من ناحية ثانية : وضعت الدولة علاقات فريدة ونوعية مع مختلف دول العالم .. وساهمت في تحقيق العديد من الصلاة الإنسانية .. ذات القيمة العالية التأثير . بالإضافة إلى تحقيق الصدارات التي صنعت فارقا مشرفا ، وآخرها كان الوصول إلى الفضاء .. هذا يقودنا إلى طموحات الخمسين الثانية ، بعد الخمسين الأولى .. والإلتفات إلى مايدعم ويرفد ويساهم في إنماء الوعي الجمعي لأبناء البلد والمقيمين فيه .. ويصب في صالح التأسيس لخيارات تضيء عالم الأجيال الجديدة المقبلة ..
– ماهي الآفاق القادمة بالنسبة لعملكم في الشأن الثقافي ؟ وماهي رسالتكم للشريحة المثقفة عامة ..؟
– الثقافة من دون أفق لن تستطيع مواكبة المستجدات ، والمستجدات لا تتوقف أبدا ..
لذلك من الضروري استثمارها بما يفيد في التغيير معا .. ونحن في الإمارات العربية المتحدة لدينا ثقافتنا التي تمنحنا استشرافا مختلفا للمستقبل .. ومن هذه الزاويه :
فكل عمل مرتبط بالثقافة فهو مرتبط بمستقبل الوطن بالضرورة .. فمهما كانت الوظيفة او الاختصاص .. فإن الثقافة هي المحرك الأساسي الذي به نعبر .. نحو العوالم المختلفة ..أما رسالتي إلى الشريحة المثقفة . فهي تتلخص في عبارة واحدة ( لايوجد مستقبل من دون ماض وحاضر )
– ماذا يعني لك المستقبل ؟
المستقبل باختصار :
هو المرحلة التي نصنعها بطموح وإصرار وتنافسية .. مع التأكيد في كل مرحلة من المستقبل على الهوية والخصوصية المتجذرة مع التاريخ ..
Discussion about this post