حينَ تعبركَ الـمتاهةُ
= = = = = = = = = = = =
بقلم …محمد مثقال الخضور
في أَيِّ ركنٍ سوفَ تصحو
حين تعبركَ الـمتاهةُ مرغمًا
وبأَيِّ زاويةٍ ستُحصي
ما تقدَّمَ من لُـهاثِكَ
أَو تأَخَّرَ من خُطاكَ
بأَيِّ لـحنٍ سوفَ ترسمُ
رقصةَ الزمنِ الذبيحِ
وأَنتَ تبدأُ سيرةً
ذاتيَّةَ الأَشلاءِ في أَوجاعِها
كونيَّةَ الـمعنى
كَــ شَـمسٍ
طفلةٍ
في الفجرِ تـحبو باحمرارِ خُدودها
خَرجَتْ ببطءٍ من متاهةِ ليلةٍ
كانتْ تُعِدُّ بِعَتْمِها أَحلامَها
كُنْ مُبهمًا
عند اعترافِكَ
بالضياعِ
وبالـهلاكِ
وبالتعبْ
كُنْ شامـخًا
وقتَ الـهزيـمةِ والسقوطِ
كأَنَّكَ الـماءُ الذي
هَزَمتْهُ أَوعيةُ الـحرارةِ
فارتقى
صُعُدًا ليسقطَ في السماءِ
كَــ غيمةٍ
كُنْ غامضًا
في شرحِ أَسرار الـمتاهةِ
مرَّةً
كَــ خريطةٍ مـحروقةٌ أَطرافُها
حتى تظلَّ غريبةً كالأُحجياتِ
ومرَّةً
كَــ مدينةٍ مشلولةٌ طرقاتُـها
كي لا يبوحَ بسرِّهِ عنوانُـها
وانسَ الـخيالَ
لكي تظلَّ على سؤَالِكَ مُدمنًا
أَين الـحقيقةُ يا مدينةُ ؟
أَيُّ دربٍ
سوفَ يأْخذُ لعنةَ الـجدرانِ عنِّي ؟
أَيُّ ضلعٍ
في الـمتاهةِ سوف يُـمطرُ
إِنْ رآني ظامئًا ؟
عينايَ في كَبدِ السماءِ
وراحتاي تُتابعانِ – تَـحَسُّسًا –
لنهايةِ الأُخدودِ
حتى تَـخرجَ الدُّنيا
إِليَّ طليقةً من قيدِها
مُتمتْرِسٌ خلفَ السؤَالِ
كَــ حيرةٍ فُرِضَتْ عليكَ
لكي تكونَ مُلاحقًا
بِشروطها
شرطُ الـمتاهةِ ، أَنْ تكونَ وليدَها
شرطُ الـحديقةِ ، أَنْ تصيرَ خريفَها
شرطُ الـحقيقةِ ، أَنْ تظلَّ نقيضَها
قُربَ الـحياةِ
تَسيرُ مثلَ إِجابةٍ
لِسؤَالِـها
لو كنتَ سَهلاً
لارتـميتَ بِـحُضنِها
لو كنتَ صعبًا
لانتهيتَ كَــ سرِّها
ضِلعًا لقيطًا في الـمتاهةِ
لا يراكَ العابرونَ سوى كتابٍ
مُوجِعٍ
عُنوانُهُ أُكذوبةٌ
وختامُهُ
مَـجهولُ
ا= = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور // حين تعبركَ الـمتاهةُ
Discussion about this post