بقلم … رؤوف بن سالمة
أنَا الْقُدْس..
وَقَدْ طَالَتْ غُربَتِي
وَطَالَ أَمدُ سِجنِي..
أَيُّها الْإِلَهُ ” شَالِمْ”
يَا إِلهَ السَّلاَمِ..
قُمْ فانْظرْ لِحالِي ..
سَرقُوا مِنِّي الْهَويّهْ
وزَيّفُوا تاريِخِي وأمْجادِي
وألبَسُوا عُمرِي قضِيَّهْ
ويشْهَدُ الْوَجعُ
والدّمُ المسفوحُ
أنّني مُنذُ الأَزلْ
كُنتُ عرَبِيّهْ
مُذ سقَطَ رُطَبِي جَنِيّا
وَقَبْلَ عِيسى في المَهْدِ صَبيَّا
ومريمُ العذراءُ في محْرابِهَا
تَتبتَّلُ لرَبِّها صُبْحًا وَعَشيَّا
دنَّس الْأَوغَادُ طُهرِي
وجَاؤُوا بشذَّاذِ الْآفاقِ
في بَهيمِ ليْلٍ
مِن كلِّ حَدبٍ
ومَا كنتُ للزُناةِ بَغيَّا
أنَا وإنْ جارَ عليّ الزَّمانْ
واغْتصَبَ صُهيونُ
مسَاجِدي وكَنائِسِي
ودُروبِي وأسْوارِي
فلنْ أكونَ إلاَّ عرَبيّهْ
ويُخبِرُكَ غَابرُ الْأَزْمانِ
والدَّمعُ حرَّاقٌ فِي مَآقِيَّا
أنَّ الرُّسُلَ مَرُّوا في ثَنِيّاتِي
منذ آدمَ حتّى عِيسَى
مَا دامَ فِي الوَرَى حَيَّا
غَدتْ أيّامِي حُبلَى بِالْآلامِ
وَسكنَ الحُزْن جُدرَانِي
ولثَمَ أيّامِي بالقَهْرِ على الدَّوامِ
فَما عُدْتُ أعْرِفُنِي لِفَرْطِ الْبُؤسِ
وَما اعْتَرانِي من زيْفٍ وأَوْهَامِ
وسَيْفُ الْظُّلمِ والْحِقْدِ مُشْرَعَةٌ
بيدِ صهْيُونَ حَيْثمَا عنَّ وَرامَ
بقلم….
رؤوف بن سالمة … تونس
Discussion about this post