حلم البجعات …
بقلم … هالة بن عامر تونس
أخذت تعدّ ورقات خريف احتلها، فأضحى الأخير ربيعا و ازهر عمرها بصحبته.
تداعب تلك الأوراق العنيدة التي أبت السقوط،
بلون تدرج من الأصفر الي الأخضر الفاتح ثم الداكن وبراعم تنشد اغنية الحب لكل العصافير العاشقة.
تداعب خيوط الشمس في غنج كأنها تعانق الدفء في استحياء من قوس قزح هذا الأخير استثنائي البهاء والروعة تفرد بألوان تشاكس قطرات مطر كانت تنزل كنوتات من عزف اوركسترا الوجد
في يوم عرس الذئب ارتسم ظل على سطح بحيرة الحب أين البجعات الجميلات يرقصن دون هوادة احتفالا دون مناسبة تذكر او ربما هي لحظات كان الجميع فيها في حالة عشق
لم تكن تدرك أن الليل بدأ يسدل ستاره او الزمن الذي مر وهي على تلك الحالة من الدهشة والسعادة قد انقضى في غفلة منها
لم تشعر بمرور الوقت كان اللهو مع الفراشات و العصافير واللعب بماء البحيرة وتبادل الهمسات و البجعات ساحر لدرجة انها نسيت وجهتها السبب الذي قادها الي هناك فجأة انعكست صورة وجهها على الماء في لحظة كانت تلعب كطفلة مع البجعات على سطح ماء البحيرة وكانت الصدمة حيث من رأتها لم تكن الا صورة عجوز تجاوزت عقدها السادس ضاعت ملامحها بين تجاعيد وعيون متعبة، أنف كبير وفم فقد أسنانه كأنه أضاعها منذ زمن طويل
شعر مجعد خفيف رمادي يميل إلى البياض وضفيرة تتدلى من على الكتف، جبين مخطط كأنه خريطة لمتاهة من زمن الأبيض والأسود
التفتت يمنة ويسرة تبحث عن صاحبة الصورة التي اختفت ما ان اقتربت البجعات لتودعها ولكن ماان اقتربت منها حتى تحولت لتصبح احصنة بأجنحة كبيرة بيضاء اللون يتوسطها حصان اسود جميل ينظر اليها بنظرة ولهان كأنه يتودد إليها بأن تمتطيه ليحلق بها بعيدا
دون عودة ولا عنوان
صرخت من شدة الخوف والدهشة والذعر
ارتطمت بصندوق خشبي قديم حفظت فيه اشياءها و صور قديمة لحبيبها الذي لم تجتمع معه إلا في الخيال و مرآة سطحها به شقوق وكسور
اخذت تبحث عن نظارتها التقطتها بيد مرتعشة اخذت المرآة الملقوشة والمشققة تمعنت في انعكاس لوجهها الذي لم تره متعمدة منذ سنوات طويلة
لم تتفاجأ من ان المرأة التي رأتها على سطح البحيرة كانت هي وكل ذلك لم يكن الاَّ حلما َمن نسج تخيلاتها شوقا وفقدا لحبيبها الذي مات قبل زواجها بأيام بعد قصة حب افلاطونية الهوى…. بعده اعتزلت الناس و رفضت الزواج وعاشت على ذكرى حبهما
إلا أنها لمحت بريق عينيه…في نظرة ذلك الحصان الأسود وادركت انه بدوره اشتاق لها وقد حان موعد لقائها به…
اخذت المشط وسرحت خصلات من شعرها كسرت ماتبقى من المرآة عادت الي سريرها ابتسمت كأنها عازمة على العودة إلى البحيرة ولكن هذه المرة دون عودة
Discussion about this post