الأم التي تنجب ذكوراً وليس رجالاً
حسين غنوم يكتب عن معاناة الأم
كم من أم أكلت أناملها أشواك الحياة لتنير درب أبنائها
وكم من أم تعبت وتهالكت لتقدم لأولادها ألذ ما تجد
كم من الليالي سهرت وهي تفكر كيف ستسعدهم وتقويهم
آاااه على الزمااان وغدره
كانت تذهب رولا كل يوم إلى رقعة أرض تعتني بمحاصيلها بعد وفاة زوجها لتساند نفسها وتعين أولادها
وهي لا تملك سوى مبلغ قليل من دخل زوجها المتوفي
وأولادها كل فرد منهم بعمله ليقوم ببناء مستقبله.
وزوجها قبل أن يتوفى قام بنقل ملكية رقعة الأرض لولده الكبير وملكية المنزل لولده الصغير دون علمها ودون أن يضع لها أي شيء بملكيتها وكان ب اعتقاده أن فعله صحيح ولا يعلم خبايا الزمان وعقم فكر الولدان
إلا وبعد مرور عامين على وفاة زوجها
قام أبنائها بالاتفاق على أن يتقدموا للمحكمة لمحاصصة رقعة الأرض والمنزل بينهما وطرد والدتهم من المنزل
وإذ ب إحدى الأيام رولا كانت عائده من الأرض تلمح شرطي يقرع باب المنزل
وينادي هل من أحد في الداخل؟
وولداها مختبئان خلف صخرة ليشاهدوا ماذا سيحصل
نادته من مسافة قليلة البعد ماذا تريد يا بني
انتظرها حتى وصلت لجانبه وقال:
أبحث عن الأمرأه التي تقطن هذا المنزل
عندما قال هذا الكلام ويرتدي لباس الشرطه ارتبكت ودب في قلبها الخوف
قالت: له أنا أخبرني
قال:أريد أن تمضي على إخلاء المنزل وعدم الاقتراب إلى رقعة الأرض المحدده في أسفل البلاغ لمدة لاتتجاوز الثلاثين يوما
لأن أبنائك تقدموا إلى المحكمه وبطلب رسمي والمنزل عائد ل ولدك الصغير ورقعة الأرض ل الأكبر والقانون معهم
تفاجئت بما قاله
قالت له وهل الأخلاق والإنسانيه معهم؟
يداها ترتجفان لاتستطيع إمساك البلاغ والدمع يملأ وجنتيها
ماكان عليها سوى المقاومه والصبر والإمضاء
ولخباثة ولديها بقيا خلف الصخرة والقهقه قد بدأت
قال أحدهم للثاني لقد تيسر أمرنا وسنحصل على مانريد
وبدأت تندب حظها وتبكي على ماكنت تقوم به من تعب وشقاء على مساعدتهم
ماكان عليها سوى أن تلملم مابملكها من ثياب وصورة لزوجها لترحل
رغم ما فعلوا بها عندما أطبقت باب المنزل للخروج منه وقفت والدمع يجري على خديها ودعت الله أن يوفقهم وينير عقلهم ويرشدهم إلى الدرب الصحيح
صادفها أحد أهالي الحي الذي تقطن به وسألها على ما جرى فأجابته وقام بمآواتها في منزله
بعد فترة زمنيه تبلغ تسعة شهور توفت رولا وولداها كانوا منهمكين ب إكساء المنزل بعد ان قاموا بهدمه وإعادة إنشائه
سمعوا صوت ينادي (آجروا يا إخوان) وإلا بنعش والدتهما
بدأت دلائل الندم والحسره على مافعلوه بها
ثبتت أقدامهم في الأرض لا يتسطيعون بالقدوم إلى الجنازه
وكأن ملك الموت يقول لهم عليكم بمتابعة أفعالكم السيئه
ولا يمكنني أن أقبل بأشخاص مثلكم أن يشاركوا بهذه الجنازة
بقي الندم يهلكهم ويفتك بهم
ومع مرور الزمن قام كل أحد منهم بإكساء شقته من جديد بعد أن تقاسموا المنزل
تزوجوا سوية في نفس الليلة وكما كان بمخيلتهم لعلها (ساعة خير)
بداية كانت أمورهم هنية ولكن النساء لا يجتمعن على محبة بعضهم فكانت كل واحدة منهما تغار من الثانية ومايقدم لها زوجها من مال وثياب وأمور سخيفة
حاول الرجلان ضبط هذا الموضوع
إلا أن إحداهن قامت بتحريض أخ على أخيه
مافعلوه بوالدتهم جعله ينسى معنى كلمة أخ وقيمتها بدأ بالإقتناع بما تروي له من فتن وتحريض
فقام بالإختلاف مع أخيه وعمت المشاكل بينهما وافترقوا
وهنا بدأوا يتلامسوا فعلهم القبيح بوالدتهم ولكن بعد بعد فوات الآوان .
وما الحياة إلا متاع الغرور
Discussion about this post