… { نَعـــْـــــــــي }
( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمِ).
الحركة الوطنية الشعبية الليبية ومعها شرفاء واحرار الوطن، تنعى اليوم رجل قدم نصف قرن من البذل والعطاء المتواصل دون كلل أو ملل، رجل تقدم عندما نادى المنادي للدفاع عن الوطن، وصبر على الابتلاء عندما امتحن، أحد أبناء ليبيا البررة الذي قدم – طيلة حياته – للوطن الكثير في كل المواقع التي تصدرها، فكان مثالا للصدق، والإخلاص، والنزاهة، والزهد.
نودع اليوم مناضلا شجاعا من ابطال ليبيا الأوفياء اللواء بشير محمد سعد حميد، الذي انتقل الى رحمة الله بعد معاناة طويلة مع مرض عضال ألمّ به جراء قساوة التعذيب والعنف الجسدي والنفسي الذي مورس عليه، من قبل المليشيات والتنظيمات الإرهابية وتجرع مرارة آلامه طيلة فترة اعتقاله في سجون الظلام، لمدة تخطت الخمس سنوات، لا لشيء إلا لمواقفه الوطنية، ووقوفه ضد العدوان الأجنبي والمؤامرة التي يعاني الوطن والمواطن من آثارها حتى اليوم.
وإذ نتقدم للشعب الليبي بأصدق عبارات التعازي المواساة في هذا المصاب الجلل، نستذكر آلاف الوطنيين الذين تغص بهم سجون الميليشيات منذ عقد من الزمان، ذاقوا خلالها صنوف العذاب والمهانة، مفتقرين لأبسط حقوقهم، تردت جراءها أوضاعهم الإنسانية والصحية إلى حد فاق الوصف، وندرك أن أثر الغائبين – شهداء كانوا أو أسرى، اقوى وأكبر من أثر العملاء والمجرمين، فسُنة الله قد اقتضت بأن المشاريع والأفكار والدعوات والمواقف تقاس أوزانها بالتضحيات التي تبذل من أجلها.
اللواء بشير حميد، من ابناء مدينة طرابلس شارع الزاوية كان من الطلاب المتفوقين في الدراسة الثانوية، التحق بالكلية الحربية في اواخر ستينات القرن الماضي وتخرج منها بتفوق، وأرسل في دورات متقدمة الى بريطانيا، وعمل بمختلف وحدات القوات المسلحة ثم التحق بمكتب القائد العام، ومنها الى مكتب المعلومات بالقيادة الذي ترأسه لسنوات.
تولى الإشراف على برامج الإعداد السياسي والفكري للقيادات الشبابية والسياسية في بداية السبعينات، واسس مشروع البراعم والأشبال لإعداد الجيل الجديد، وحضر تأسيس حركة اللجان الثورية وكلف بالإشراف عليها وادارة مكتب الاتصال باللجان الثورية، صُعِد في بداية التسعينات أميناً اللجنة الشعبية لشعبية طرابلس، فكانت له بصماته الظاهرة حتى يومنا هذا على المدينة بتنفيذه للمشروعات الهامة فيها.
كان الفقيد رجلا طيبا صادقا ودودا متواضعا حضي باحترام الجميع وكان نقطة لقاء للمختلفين، ومقصد المحتاجين فكان لا يرد من يسأله امرا ولا يرفض لمن يقصده طلبا.
بفقدانه فقدت ليبيا رجلا من رجالاتها الأفذاذ، وفقد رفاقه اخا عزيزا، وفقدت القوى الوطنية أحد عقولها وصمامات امانها.
ندعو للفقيد بالرحمة والمغفرة، ونبتهل لله عز وجل ان يحتسبه من الشهداء، وندعوه ان يتقبل كل الشهداء وان يمن بفرجه على الأسري وان يغمر ليبيا بلطفه.
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
د. مصطفى الزائدي
أمين اللجنة التنفيذية
للحركة الوطنية الشعبية الليبية
2021.04.21
Discussion about this post