نــورا عـواجــه
تقول إحداهن :
حين كنت أعيش مع جدتي ..
أيام كثيرة كانت تمر علينا ظروف صعبة ..
ليس هناك نقود ..
خالي لم يرسل نقود هذا الشهر ..
عادي كما يحدث فى الكثير من البيوت فلا يوجد إلا اليسير من النقود ..
لم أعلم كيف كانت هي تتعامل مع كل ذلك!؟
طبعاً لم يكن لدى أية فكرة عن ذلك وفي يوم أتذكره جيداً
كان كيس نقودها قد تمت سرقته وهى فى السوق
ولم يكن فى البيت إلّا خمسة جنيهات ..
بصراحة وهي تنظر في الدولاب عينيها دمعت لدقيقة
قالت لي : إذهبى إلى السوق و أحضرى ربع كيلو عدس
وعشر بيضات ..
نزلت وأنا أعتقد أن ذلك سيكون طعاماً لنا ،
لكنها أخذت العدس طبخته بشكل جميل
وسلقت البيض ووضعت معه ورقة تحتوى على الملح والفلفل وقامت بتدفئة عدة أرغفة
ثم أخذت كل ذلك ونزلت إلى الشارع وأعطته لجماعة غلابة هناك
كنت سأفقد عقلى ،
وقلت لها : ألم يمكنك أن تتركى ولو بيضة واحدة لى؟
قالت لي : أصبري قليلاً!!
وصعدنا إلى منزلنا .. كان ذلك قبل العصر بقليل
نمنا لبعض الوقت ،
وإستيقظنا على صوت قرع الباب
أحد أصدقاء خالي عاد من السفر
وأحضر معه نقوداً وأشياء أخرى جميلة ..
بعدها بحوالى عشر دقائق
قرع آخر على الباب :
ولد من الذين يبيعون فى السوق قال لها : إن كيس النقود سقط منها أمامه وكانت مسرعة فى الإختفاء ولم أكن أعلم أين مسكنها فلما سألت عن أوصافها، دلنى أولاد الحلال!
فقالت لى جدتى :
“اللقمة تزيح النقمة!”
كلما ضاقت بكِ
وتجدى روحك مخنوقة(كما نقول)
اطعمى فقيراً أو محروماً
ولماذا العدس ياجدتى؟
قالت : لأنى أحبه!
قدمي للناس من اللقمة التى تحبينها
يُحلي الله لكِ زادك ويفك كربك
جدتي في الشتاء كانت تسلق البيض وتوزعه ساخن علي عساكر المرور الذين يقفون في الشارع وعمال النظافة!
والله لم أرى متعة أفضل من أن تطهى الطعام بيدك وتقدمه للمحتاجين!
جرب ولن تندم …
Discussion about this post