فتاح الغندري
لكل صنف من الأطعمة مذاق خاص تتعرف عليه المستقبلات الحسية المزروعية فوق اللسان فنجد الحلو، المالح، الحامض، اللاذع و الذي به مرارة أيضا. فبمجرد ما يصل صنف من تلك الأصناف إلى حافة اللسان حتى يتولد تلقائياً شعور يميز ذلك النوع من الطعام حتى لو كنت مغمض العينين ستدرك كنهه لا محالة.
كذلك تلك المشاعر التي تسوطن القلب شأنها شأن تلك الأطعمة فما إن يلامسه أحدها حتى ندرك ماهية ذاك الشعور إن كان غضب، فرح، سعادة، حب…
ذلك أن القلب و اللسان كلاهما مستقبل حسي يرسل ما يشعر به دون زيغ او تزييف إلا إذا أراد العقل عكس ذلك.
لكن إن الممعن في الحب يجده يمثل كل تلك الأحاسيس التي تجسدها الأطعمة حين ملامستها لطرف اللسان.
تارة يكون حلو المذاق و لاذع تارة أخرى.. أحياناً به مرارة و و بارد في أحايين أخرى.
إن الحب يا جميلتي كطفل في الثالثة يحاول لعب الغميضة.
تارة يقف أمامك و لا يعرف أين يختبي و تارة يختفي بين أغصان شُجيرة أو خلف أكمة و تارة ينزل إلى قاع بِرْكة ينتظرك أن تغوص و تنتشله فإن لم تفعل فيموت بعد أن فقد آخر أنفاسه في انتظارك.
فأما وقوفه أمامك دون اختباء فذاك حب صريح يرى رأي العين و قد نغفل عنه ظن منا أنه لم يبدأ اللعب بعد، و أما الشُجيْرة فهي شجرة الأحلام و الأمنيات حيث نحب من تتشابك أحلامنا بأحلامهم، و الأكمة فماهي إلا صخرة الواقع، ولكن الحذر كل الحذر من تركه في قاع تلك البركة فقد يختنق خلف تلك المشاكل و المشاحنات بل إنه ليتقوقع على نفسه حتى يهلك ظن منه أن في خروجه موت محتم.
و أما أنا فتهفو في العشق نفسي لضمة
تقيم ما بي من كسور و علة
#فتاح_الغندري
#رسالة_في_جيب_معطفي_القديم
Discussion about this post