(١٥)أمانة غنيم
عدنا لنكمل قصتنا
قضي أحمد شريف باشا ليلته وهو يتقلب في فراشه والألم والمرض والخوف على أولاده يقطعونه ويشتتونه حتى أنه شعر بألم شديد في صدره فتحامل علي نفسه وقام وتناول دوائه بكوب ماء ثم نام بعد أن شعر ببعض التحسن وفي الصباح حضر غنيم وألقى السلام علي أحمد شريف باشا فطلب منه أحمد شريف باشا أن يغلق باب الحجرة ويجلس بالقرب منه وقال له سمعت من أحد أصدقائي كذا وكذا وكذا كما قال لي بأن بعض البشوات والبكوات وكبار التجار من الأجانب أخذوا في تصفية حساباتهم وبيع ممتلكاتهم وتحويل أموالهم للخارج وسافر العديد منهم وذهبت إلى أحد كبار المسؤولين وأخبرني بأن الأمر صحيح وجد خطير ،ولذلك أرسلت فى طلب حسان بك وبعت لك مائة فدان في الحوض البحرى.
هنا انتفض غنيم واقفا وقال له كيف ذلك يا باشا فأجلسه أحمد شريف باشا وقال له لن أجد أأمن منك علي عادل وجلنار فأنا أشعر بأننى سألحق بشويكار هانم وأقابل وجه كريم عما قريب فبكى غنيم وقال له لا تقل هذا يا باشا سيطيل الله لنا ولأولادك بعمركم.
فقال له يا غنيم اسمعنى ولا تقاطعنى فالوقت ليس في صالحنا لقد أهديتك القصر القديم والعشرة أفدنة المجاورة له
وبعتك إياهم حاول غنيم الحديث مرة أخرى فمنعه أحمد شريف باشا قائلا دعنى أكمل وساعدنى علي النهوض من الفراش وقال له غنيم تحت هذا الفراش باب خشبي هو فتحة السرداب الأرضى وفتحته الأخرى بالبدروم الخلفي الذى تسكن به ساعدنى علي فتحه والنزول إليه ولكن أغلق باب الحجرة بالمفتاح جيدا وفعل غنيم ذلك وأزاح الفراش وأزاح الباب الخشبي الخفي بمساعدة أحمد شريف باشا وساعده غنيم على النزول حتى وصلوا إلى نهاية السرداب فوجدوا حجرة ممتلئة بالمجوهرات وسبائك الذهب والألماظ والأحجار الكريمة وأمسك أحمد شريف باشا بصندوق مذهب وفتحة وقال له هذه مجوهرات شويكار هانم هدية لجلنار نصفها بعرسها والباقى مع كل مولود لها هدية وفى كل عيد ميلاد لها
أما هذا الصندوق وأشار لصندوق لونه بنغسجى فهو إرث من والدتى لزوجة عادل نصفه بليلة العرس والباقى مع كل مولود لها هدية وفى كل عيد زواج لهما.
أما كل هذا فهو إرث عادل وجلنار منى وهذه أمانة يا غنيم أمنتك عليها ولا تسلمها لعادل وجلنار إلا إذا شعرت بقرب اجلك ولكن أعطهم ما يكفيهم ويكفي أسرهم فيما بعد ثم قال له يا غنيم إياك والأمانة،وبعدها طلب منه أن يساعده في الصعود إلى أعلي وإعادة كل شئ إلي ما كان عليه.
فعل غنيم ما طلبه منه أحمد شريف باشا وساعده بالعودة إلى فراشه وطلب منه أن يعود إلى عمله وأن يطلب من عادل وجلنار أن يحضرا إليه،وبالفعل توجه عادل وجلنار إلي حجرة والدهما وجلسا معا حتى المساء وأوصاهما أن يسمعا لغنيم فهو إنسان أمين وسيرعي مصالحكم إذا ما سافرت للعلاج أو حدث أي أمر آخر وطلب منهم أن يأمرا بالعشاء في حجرته لأنه لا يستطيع أن يخرج من الحجرة.
بعد تناول وجبة العشاء إنصرف عادل وجلنار إلي حجرتيهما بعد أن قبلا والدهما.
حضرت أم علي للإطمئنان على أحمد شريف باشا وإعطاءه الدواء وبعد أن إنتهت طلب منها أحمد شريف باشا فتح دولابه وإخراج صندوق صغير يمتلأ بالذهب ولكنها لا تعلم ما بداخل الصندوق وقال لها يا أم علي هذه هدية شويكار هانم لكي كانت ستعطيها لكى بنفسها بعد عودتها إلى مصر ولكن لم يمهلها القدر فحاولت أم علي الإعتذار ولكنه قال لها هدية شويكار هانم لكي لا ترد فشعرت أم علي بالحزن و الحرج وقبلتها علي استحياء ثم سألت أحمد شريف باشا عما إذا كان يحتاج إلى شئ فقال لهالا فخرجت من الحجرة قائلة تصبح على خير يا سعادة الباشا وإنصرفت.
وفي الصباح الباكر خرج غنيم لعمله كعادته وصعدت أم علي للطابق العلوى لإيقاظ عادل وجلنار ليتناولا طعام الإفطار مع والدهم أحمد شريف باشا ولكنها لم تجدهما بحجرتيهما وسمعت صوتا ينبعث من………………………………………………
علي وعد بلقاء آخر لنستكمل قصتنا علي أمل اللقاء إن شاء الله رب العالمين
فيفي خلاف
Discussion about this post