مسرحية كُوبُ الْمَاء

بقلم … دلال أبو طالب
وأيمن دراوشة

كُوبُ الْمَاء : أنَا كُوبُ الْمَاءِ في يَدِكْ.
أنا كوبُ الْمَاءْ.
اِشْرَبْ.
الْوَلَدْ:
لَا لَا
كُوبُ الْمَاءْ: اِشْرَبْ؛ الْمَاءُ حَيَاةْ.
الْوَلَدْ : دَعْنِي دَعْنِي.
لَا أُحِبُّ الْمَاءْ.
كُوبُ الْمَاء: تَفَضَّلْ اِشربْ.
أَنَا لَكَ دَوَاء.
الْوَلَد(يضحك)ههههه بِاسْتِهْزَاء:
لَا أُحِبُّ الدَّوَاءْ!
كُوبُ الْمَاءْ يَقَعْ وَيَنْكَسِر
الْوَلدُ يَنْظُرْ بِدَهْشَة لِلْكُوبِ المَكْسُورْ.
(يذهب الولد ويترك خلفه الكوب المكسور والماء المسكوب)
تُسَلَّطُ الكاميرا عليهما ونسمعُ صوتُ الولد يُرَدِّد :
الْمَاءُ كَثِيير؟
المَاء بِتَعَب: أَنَا الْكُوبُ الأَخِيرْ.
الْوَلَدُ يعود: عَطْشَانْ.. أُرِيدُ مَاء..عَطْشَانْ.
ينظرُ إلى الكوبِ المكسور، ويقول باستهزاء: هَه! الْمَاءُ وَفِيرْ!
يقفُ وَيَتلَفَّت حولَه، يفتحُ حنفية لا يجدُ بها ماء.
الْحَنَفِيَّة: لَقَدْ نَفَدَ الْمَاءْ.
(الولدُ يصرخُ بأعلى صوته، ويدور بالمسرح)
عَطْشَانْ.. عَطْشَانْ، عَطْشَانْ!
سَامِحْنِي يَا كُوبَ الْمَاءْ،لَمْ أَعْرِفْ قَدْرَكْ.
(يجلسُ على رُكْبتَيْه، وَيَدْعُو الله)
يَا رَبُّ أَغِثْنِي
يَا رَبُّ أَنْزِلِ الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءْ
يَا رَبُّ اِسْمَعْ الدُّعَاءْ
يَا رَبُّ يَا رَبُّ مِنْكَ الرَّجَاءْ
(يسقطُ المطر، ويفرحُ الولدُ، يمد يديه يملؤهما بالماء، وَيُرَدِّدْ:)
مَا أَغْلَى الْمَاءْ.
الْمَاءُ حَيَاةْ.
النهاية