بقلم الكاتب الصحفي
سعيد الخولى
طبق لبن رائب وحتة جبنة قديمة وكوب ماء زلال.. لقمة هنية تمرد عليها الكثيرون واعتبروها نوعا من الماضي الذى يجب تغييره، وبهرتهم أصناف الأكل التى تملأ برامج الطبخ يمينا ويسارا وإعلانات الأكلات الجاهزة تهاجمهم ذات الصحو وذات المنام، والجاهزة المعلبة التى لايعرفون لها نفعا ولاضرا، ولايدرون مابها أهو سموم أم طعوم؟
امتنعت على أهل البندر وكثيرهم لايعلم لها قدرا، وتمرد عليها الكثيرون هناك في قلب الريف، غدروا الرغيف الفلاحى فتركوا أفرانهم ودقيقه وعجينهم واستطابوا عيش الطابونة ورغيف التموين بالبطاقة وبكل مساوئها.. تمردوا على الغموس حين شيدوا البيوت الخرسانية القاسية وتفننوا في تزيينها وأهملوا أسباب الخير الصماء البكماء وأفنوا جل جهدهم بحثا مجنونا عن أسباب الغنى ومصادر الثراء ؛ أعلنوا الحرب على البقرة والجاموسة واللبن الحليب والرائب وقطعة الجبن القريش وزلعة المش المعتق.. تمرد الصغار واستحلي بعض الكبار نقل عيشة البندر بأوزار يجهلونها إلى قلب الريف، وقلت البركة حين خلت الدور الريفية من هذه اللقمة الهنية ..لكن الحمد لله أنها مازالت في نزر يسير من الدور التى حفظها الله بها نعمة لاتتعب المعدة ولا تمرض القلوب ولا توقد حموضة الصدور وأخيرا لاتخدش حياء الجيوب وتستر فى إقراء الضيف المحبوب.. اللهم أدمها نعمة
Discussion about this post