كتبت : د . عايدة قزحيّا
اقترب منّي بخجل وخوف وحذر يسألني بحروف تتعثّر فوق شفتيه فتختلط لتخرج كلمات مبهمة بالكاد فهمتها:
— سيّدة.. هل لديكِ صورة عنه؟ أريد أنْ أصفه لكِ كي أنال علامة على التّعبير
— صورة عنه؟!عن مَن يا وسيم؟
— عن أبي
— هل نسيت شكل أبيك يا وسيم؟
— لا.. لا..فأنا لم أره كي أنساه
— ما اسم والدك؟
— لا أعلم ولكن الجميع ينادونني “ابن الشّهيد”
نظرت إليه بعينين ملؤهما العطف والدّهشة والفضول ؟
— من يعتني بكَ ويشتري لكم الأغراض يا وسيم؟
— أمّي يا سيّدة
هي تشتري لنا كلّ شيء..
فأبي لم يشترِ سوى الوطن.
عانقته بحنان والدّمعة تتهادى في عينيها:
— أبوك بطل يا وسيم لم أنتَ حزين؟
— لأنّهم باعوا ما اشتراه أبي
Discussion about this post