“فصل الخطاب”
كلمات الشاعر …
وليد الحريري الشوالي أبوأيهم
وأقبلت الظنونُ تدقّ بابي
لـتملأَ من وساوسها قِرابي
وباتَ الحالُ عنديَ في رجوعي
لديها مثل حاليَ في ذهابي
تُـعـيِّرُني وتسخطُ من بــعادي
وأنِّـي مُـسرِفٌ دون َ ارتـيابِ
*************************
وقالت: زادَ حبّكَ في اكتئابي
مـعَ التّجوالِ فـي أرضِ الصِّعابِ
غَـذَوْتَ الـنَّارَ فـي مُقَلي سنيناً
وجـئْتَ الـيومَ تحفلُ بـ التهابي
فـما عُدْتَ المُحَبَّبَ في حديثي
ولا المقصودَ في فَصْلِ الخِطابِ
ولا عُـدْتَ الـمُؤمَّلَ فـي خريفي
وكم كُنْتَ المُرَجَّى في شبابي
ولا عـادتْ حُـروفُـكَ تـحـتويني
لأسمو فـوقَ أطــباقِ السَّحَابِ
فذِكـرُكَ كـان يـرويـني شُـهوراً
ويُـغنيني عـنِ الـعَسَلِ الـمُذابِ
أُمَـنِّـي الـنَّـفْسَ فـي آتٍ رَغـيدٍ
فـيَـهدَأُ خـافـقي بـعدَ اضـطرابِ
يـطـيرُ الـقـلبُ فـي آفـاقِ وَعْـدٍ
ويُـسلِمُني الـنُّكوثُ إلى التَّبَابِ
نَـهَلْتَ الـحُبَّ مـن عَـذْبي فُـراتاً
وكــم أسـقـيتَني مُــرَّ الـشَّرابِ
فـغـادرْنـيْ إلــى جـنَّـاتِ عَــدْنٍ
وذَرْنــــي بــيـن أردانِ الــعَـذابِ
وذنـبـي أنَّـنـي أَسْـلَمْتُ قـلبي
لـمـن يـرجو قـراحاً مـن سَـرابِ
**************************
لَقد أسـرفتِ رمياً بالعتابِ
وبـاتَ الّلومُ أشبهَ بالسّبابِ
أيـا لـيلايَ مـا يُـنـبيكِ أنّـي
رَمَيْتُ الحُبَّ في دربِ اغترابي؟
فـكم كُـنْتِ الأثيرةَ في حُضُوري
وكـم كُـنْتِ الـرَّفيقةَ في غيابي
ونــارُ الـبُـعدِ كم آضَـتْ سَـعيراً
وتُـصـليني لـهـيـبـاً كالـعُـبـابِ
أطـوفُ الأرضَ مسكوناً بـحُلْمٍ
ومـا مـالَـتْ على خِدْرٍ رِكـابي
أُعاني الـشّوقَ في عَتْمِ الليالي
ويدفَعُني الـحنينُ إلـى طِلابي
فـإنْ أُنـسيْتُ لا أَنـسى عُـيوناً
تُـشِيْعُ الـبُرءَ فـي قلبِ المُصابِ
فـتِـيْهي فـي عِـنادِكِ أو ذَريـني
فـما بـعد الـمـنيَّةِ مــن مَـتَـابِ
وذنبي أنَّـني أَسْـلَمْتُ قـلبي
لمن تَـرْمـي صَـريـعاً بـالـحِرابِ
لذا قرّرتُ عن عـمدٍ ذهابـاً
وقد أعلنتُ ذلك في كتابي
وكم قدّمتُ أعذاري مِراراً
وكان الّلومُ دأبكِ في الجّوابِ
سـأرحـلُ لا أبالي واتـركيني
فما عُدّتِ الـوفـيّةَ في حسابي
كلمات الشاعر
وليد الحريري الشوالي أبوأيهم
Discussion about this post