بقلم الكاتب الصحفي …
مـحـمـد الـسـيـد
تحدثنا سويا عن السعادة .. قلت له فى أى شيئ تجد السعادة .
رد قائلا .. السعادة فى الرضا .
قلت .. نعم السعادة فى الرضا .. لكن كيف تحصل عليه .
قال .. الرضا شعور قلبى .
قلت لا بل شعور عقلى أولا ً ثم بعد ذلك قلبياً .
قال .. فلتوضح .
قلت .. الباعث على الشعور بالرضا شيئ واحد وهو . أن تعرف تمام المعرفة أن الحياه جبلت على نقص . وأنها دار كدر وشقاء وكبد .. ألم يقل الله( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ..)
ألم يقل .. خلق الإنسان فى كبد . الفقير والغنى والصحيح والمريض كل مشترك فى ذلك .. نحن نختلف فى نوعية الشقاء والعناء الذى نقاسيه فى تلك الحياه . تجد من عنده أولاد شقيا بهم . ومن ليس عنده أولاد شقيا بعدم وجودهم . تجد من عنده أعطاه الله مال حرم من راحة البال . ومن أعطى راحة البال حرم من المال . تجد من أعطى زوجة جميلة كانت غير مطيعة . والعكس صحيح . صدقنى لم يعطى كل إنسان كل شيئ كاملاً . كل عنده كمال فى شيئ ونقص فى شيئ آخر.
قال وما الحكمة فى ذلك .
قلت أجاب الله على ذلك السؤال فى قوله .. (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغو فى الارض..)
تخيل أن الحياه طب لو على نقص والناس تعلم أن هناك أخرة وحساب وتجد من يظلم ومن يسرق ومن يعصى . تخيل لو أعطى كل إنسان ما يطلبه كاملاً . لبغى وتجبر وظلم .
تقبل فكرة أنك لابد أن تبتلى بشيى ما .. تقبل فكرة أنها حياة ولابد من متاعب .. تقبل فكرة أنه قد يحدث مشاكل فى العمل ومشاكل مع زوجك أو زوجتك …
حتى كاتب هذه السطور يحدث معه مشاكل فى عمله وفى بيته لا أستثنى نفسى . لكنها ساعات أو أيام وتمضى . ستمضى المتاعب وستمضى المشاكل ربما حلت وربما لم تحل لكنها ستمضى . والأيام كفيلة بمداواة جرحك وهمك . والنسيان علاج فى بعض الأمور. فاالأنبياء والصالحين نفسهم قد ابتلو فى جميع حياتهم الشخصية والعملية .
فكرة تقبل أنك لن تحصل على كل شيئ كامل وان الحياة هى المتاعب والنصب . تريح جداً . بل ربما تجعلك تقابل كل مشكلة وكل أمر بصبر وهدوء بال ..
عندما تفهم هذا الشعور عقلياً .. يترجم إلى شعور قلبى .. يترجم إلى شعور بالرضا .. عندها تجد السعادة ..
قال صدقت مختتما الكلام بإبتسامة..
Discussion about this post