أ . د . حسين على الحاج حسن
قبل سنوات حدثتني ابنتي جنى قائلة: والدي العزيز .. اليوم دخل الناظر العام في ثانويتنا إلى صفي، وطلب مني الذهاب إلى مكتب الإدارة، لأن المدير قد استدعاني إلى هناك، فذهبت مستفسرة عن الأمر والأسئلة تدور في خلدي، عما يريد وما الذي حصل مني؟!.. وعندما وصلت وجدته خلف مكتبه، يقلب اوراقا بين يديه،.. فنظر إلي مبتسما،.. وطلب مني الجلوس، .. وضع أوراقه جانباً،. ثم بدا يحدثني عن عائلتي واعمامي، وعن الحياه التي عشتموها جراء الحرب، وعن صداقته بكم وعن عمي الشهيد، الذي جمعته به رابطة قوية من المحبة والمودة.. وإذا به يسحب من جارور مكتبه كتابا كبيراً،.. لم اتبين حينها عنوانه،.. إلا أنه كان قديما على ما يبدو للناظر إليه للوهله الأولى،.. فقال لي: هذا كتاب عمك الشهيد، إنها قصة للكاتب إحسان عبد القدوس، بعنوان في بيتنا رجل،.. اهداني اياها عمك عام 1966، واليوم بعد مرور تسع واربعون عاما،. اسمحي لي ان اقدمها لك،. احفظيها جيدا.. وارجو منك ان تعطيها لوالدك.. وتبليغه لسلامي.
كانت ابنتي تسترسل بالحديث، بينما أنا كنت استمع إليها بانصات شديد، وهي تقص علي تفاصيل ما حدث،
عندما اخبرتني جنى بتلك الكلمات، كانت دهشتي كبيرة، وأنا أنظر إلى الكتاب واقلبه بما يحتوي من مضامين أدبية، متاثرا بكلمات ذاك الصديق بعد مرور تلك السنوات،.. تسع واربعون سنة.. وبما اشاهد على صفحات الكتاب لأول مرة في حياتي من كلمات خطتها يد اخي أديب على صفحات بياضه.. إنها كلمات خطها قلم اخي الشهيد.
06/05/2023
Dr Hussein Ali Hajj Hassan
Discussion about this post