براعم الأدب تتفتح مع الشباب لنكون كل يوم مع موهبة جديدة
ناديا يوسف
من هذه البيئة الجبلية التي تتميز بالحجارة الصلبة والقاسية حيث يتأثر بها أبناء المنطقة يولد كل يوم بطل أو مبدع أو عالم أو رياضي يتفوق على أقرانه هي موهبة من الله ولكن بالجهد والعمل الجاد تكون الاستمرارية الْيَوْمَ سنتحدث عن شاب يخوض غمار الكتابة ينهل من كل العلوم كتاباته مغايرة لغيره يتطرق فيها إلى مواضيع تثير الجدل و تعتبر من أكثر الأفكار التي لا ينتهِ الحديث عنها أنه الشاب حسين على غنوم طالب كلّية التّمريض عمرو 20 سنة ، من ريف القدموس بدأت بذرة الكتابة تظهر عنده من نعومة أظفاره لتتعمق أكثر في الصفوف الإعدادية وكم له من أهمية وجود أشخاص في حياتنا أشخاص يكون لهم تأثير إيجابي وهذا هو حال حسين حيث وجد في معلمة اللغة العربية الداعم الأساسي له تحفزه على المشاركة بالكتابة والخطابة وعراقة الحفل وهذا ما صقل موهبته أكثر لتنمو معه كلما خطا خطوة جديدة و من خلال دراسته ذات الطابع الإنساني لامس هموم الناس واقترب منهم كثيراً عاشق للأدب يكتب (المقالات_النصوص_الخواطر_الشعر) هدفه في الحياة أن يترك أثراً جيداً في مهنته الإنسانية وبصمة متميزة في عالم الأدب .
ومن كتابات حسين غنوم الرائعة هذه الخاطرة :
قضية أنثى
أعددت لها القهوة العربية ذات الطعم المر
وبدأنا بالتحدث عن أمور مختلفة
حدقت بشعرها لونه أسود وبه خصلة ذات لون مختلف
أربكتني تلك الخصلة ولكن بقيت صامتاً وأنا أستمع إليها وهيي تحادثني كيف تم طردها من عملها لأنها كادت أن تمثل دور الأنثى العربية وتصعد بصوتها إلى أقوى المنابر
هي أنثى تحمل كل صفات أنثى عربية تقاوم وتصمد أمام ما يعرقل مخططاتها
وحدثتني أيضا عن أحد المواقف التي تعرضت لها
كانت تحضر أحد الإجتماعات
فقامت برفع يدها لتبدي رأيها حول الموضوع الذي طرح
وقبل أن تنطق بحرف
وإذ بشخص من الحضور يقطب وجهه والشر يتسرسب من عينيه قائلا لها: كيف لك أن تقومي بإبداء رأيك وأنت الوحيده أنثى بيننا
أنت واحدة من إثنين : إما أنثى عائبة أو مسترجلة
دموعها كادت أن تسقط على خديها ولكن صمدت وكبتت على مشاعرها وتابع رئيس الجلسة إجتماعه
وعند إنتهاء الإجتماع يأتي شخص ويتمتم في أذنها قائلا:
لاتحزني ياعزيزتي هذا المجتمع ذكوري مشاركة الأنثى في السياسة وميدان المجتمع أمر غير محبب به والكثير من الإناث حاولوا إصلاح هذه الأمور ولكن فشلوا
عليك بأمرين إما أن تبقي هنا وتتخلي عن حقوقك وتتحملي إتضطهاد المجتمع للأنثى أو تذهبي إلى بلد آخر وتصعدي بصوت الأنثى
قالت له: كيف تتحدث هكذا وأنت من الذكور
أجابها: أنا من أحد البلدان الشقيقة ولكن اختصاصي لم أجده إلا في هذا البلد
افعلي بما قلت لك ووفقك الله أنت وكل من يحاول إصلاح المجتمعات
وعندما انتهت من حديثها لاحظت دلائل الحزن والإضطهاد التي جعلتها ترحل من بلدها وتأتي إلى هنا
لم أعلم من أية دولة هي ولا لأي مذهب أو دين تنتمي إليه
ولكن شاهدت في أول صفحة من كتاب كانت تقرأه لي
صورة الإنجيل بيمينها والقرآن بيسارها أصبحت الحيرة تغلبني هل هي مسلمة أم مسيحية
كان عنوان كتابها المرأة المناضلة
ولا أعلم ما اسمها ولكن كان في عنقها سلسال معلق به أحد أحرف اللغة الأجنبية لا أعلم إن كان أول حرف من اسمها أم اسم شخص تهواه
سألتها: أنت من أي دولة ولأي دين تنتمي
أجابتني: بلاد العرب أوطاني أديان الله كلها أدياني
إجابتها أثبتت لي أنها بالفعل مناضلة
وكانت تقول لي مطلع من قصيدة قامت ب إعدادها :
لاتجعلوا العدو يفرقكم
وكونوا للمحبة عنواني
أنبياء الله جميعهم قدوتي
وأنا بهوا اليسوع والعدناني
وحدثتني أيضا عن تفرقة الأديان التي سادت في مجتمعها السابق.
وعندما انتهت من تناول القهوة قالت سأردد لك مقولتي المعتاده:
بلاد العرب أوطاني
أديان الله كلها أدياني
Discussion about this post