و ما الكآبة !؟…
الشاعرة حسناء سليمان …لبنان
هذا التَّكريسُ للفرح في قدسيّة الألم
ذُروةُ الحزنِ المَكتومِ ،لا تشبهُ إلّا ذاتَها…
كم يصعبُ التّعبيرُ عن الكآبة المكتنفة بالأسرار!…
مُحالٌ أن نسكبَها في إناءِ الكلمةِ المنحوتِ بأنامل بشر
-في سكونِ الأعماق رهبة لا تظهر للعلن –
أيُّ نبضٍ في القلبِ مقدَّس ، وعبيرٌ للعِباراتِ المرهفة!…
يعبقُ بجمالِ الصّفاءِ في القلوب الطَّيِّبة!…
و…نفخرُ قليلًا بارتقاء الإنسان فينا !…
قد صقلتَ الطّينةَ ،يا الله ،في فؤادنا ،بالطّيبةِ …
ومن الطّينِ غدا النَّبضُ كزنابقَ بيضاء
فتجوهرَ الماسُ من تفحّمِ الحطبِ في *الزّمان
وتطهّرَ الثّلجُ من الصّقيعِ وامتزجَ والزّهرَ بالألحان
ماذا نقول؟ وكيف نَفْرُكُ قشرةَ الفكرِ من حنطةِ* الهذيان؟
إعصارٌ يعصفُ فينا ، واعتصارٌ ينسابُ والإلهام
هذا العطشُ للغبطة في الأعماق فجرُ الإحساس …
وتنعتقُ بالنّطقِ من صمتِها الكلمات
عجيبٌ ،هذا البهاءُ الموجعُ في القلب ،والمبحرُ في المشاعر
قد لا يُلامسُ المتقوقعَ في ذاتِه، والمنغمسَ في حياتِه …
غريبٌ!…كيف تُمطرُ النّعمةُ فينا بمنأًى عن القسوة …
تهوي منسلخةً عن*الصّخور …
وترتشفُها *التّربةُ السّخيّةُ ،من دفقِ الرّوحِ في ظمأٍ للعطاء…
قد يخفرُنا ذكاءٌ متوقًِّدٌ ،إنّما يَلْويه الرِّفقُ…
كما تلوي الحياةُ الأغصانَ المثقلةَ بثمارِها
وفي ذاتِنا السّنابلُ المنحنيةُ …يُهشّمُها هزءُ الفارغات …
فتتنقّى من غبارِ التَّفاهةِ الحبّات…
و …ونسمو بالكآبة -نبض القلب المقدّس -من النُّكرانِ للتّضحيات …
الشاعرة حسناء سليمان …لبنان ٢٠٢٣/٤/٣٠
*الزّمان:يُصهَرُ المرءُ ككلِّ ما يحيط به، فيصبح جميلا
*حنطة:قمح
*الصّخور: بعضُ البشر بقلوبٍ كالحجر
*التّربة السّخيّة: القلوب الطَّيّبة
Discussion about this post