عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي يروي من الذاكرة
متابعة الهام عيسى
نشر عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي عبرصفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك حكايا رحلته في عالم الصحافة ومسيرته في بلاط صاحبة الجلالة حيث كتب قائلا:
من طرائف عملي بجريدة عكاظ أنه في فترة ما قبل أربعين عاماً تقريباً، اهتمت الجريدة بمكتبات بيع الكتب وأعتبرته من مصادر الدخل وكان مكتب الجريدة بالطائف ملاصق تماماً لمكتبة عكاظ التي كانت تقع تماما بجوار مكتبة المؤيد التاريخية الشهيرة
ذات يوم ونحن في المكتب إذا بعامل المكتبة يدخل علينا مصاب بفزع أن هنالك رجل سيضربه ، خرجنا لاستطلاع الحال فإذا برجل طويل القامة طاعن في السن يتجاوز الثمانين عاماً ، شديد الأناقة يبدو من هيئة وطريقه كلامه أنه من بلاد الشام ، رحبت بالرجل وسألته عن أسباب غضبه
قال أنه بحث عن دواوين الشاعر القروي فلم يجد ، وأنه من المعيب أن تكون مكتبة بهذا الحجم ولايوجد بها ديوان على الأقل للشاعر القروي ، ثم عرفني بنفسه بنبره استعلاء وفخر بأنه الشاعر القروي رشيد سليم الخوري ، رحبت وصديقي محمد بكر به ولاطفنا الرجل ودعوناه لمكتب الجريدة لتناول الشاي ، كان يبدو أن القدر قد قاد لنا مادة صحفية ثرية
في مكتب الجريدة عرفنا منه أنه مدعو من قبل الأمير نايف بن عبدالعزيز وأنه جاء لزيارة صديقه بالطائف عبدالعزيز التويجري ، حدثته عن رغبتي بعمل لقاء صحفي معه وأغرتيه بأني سأبحث عن نتاجه الشعري كي ينير المكتبة ، وافق بعد تردد ولكنه اشترط أن نؤجل الحوار للغد
اتصلت بالاستاذ حامد عباس رحمه الله وأنا اكاد أطير من الفرح لأن عكاظ ستنفرد بحديث مع الشاعر القروي ، وبدأت أبحث عن المعلومات الشحيحة عنه في كل الأوساط القريبة مني ولم أفلح كثيراً
في موعدنا في اليوم التالي كنت عنده وصديقي محمد عثمان بكر وأجرينا الحوار بعد محاولات كثيرة من قبل أديب معروف لتحويل مسار الحوار لجريدة الجزيرة ، لكنه التزم بوعده معنا ، واشترط علينا أن نقاطع البضائع الامريكية كضروره لقبوله الحوار ، وفعلا لعنا جد من أسس أمريكا أمامه فتبسم مسرور هاشاً باشاً وكانت المرة الوحيدة التي يبتسم بها طوال فترة معرفتنا به
نشر اللقاء الطويل الذي حكى فيه عن هجرته وحكايته مع شعراء المهجر وعلاقته بالشاعر بشارة الخوري
وعندما سألته عن شعر الحداثة قال بيتا واحد من الشعر كجواب
تحدثني ولم أفهم عليها .. كأن حديثها الشعر الحديث
حاز اللقاء على رضا هيئة تحرير عكاظ ورئيس تحريرها الدكتور هاشم وكانت سبباً في علاقة صداقة مع الأديب المشهور الذي كان يسعى لتحويل مسار اللقاء لجريدة الجزيرة وتلك قصة أخرى
Discussion about this post