( مقال )
هواجس الواقع و القيم..
بقلم: بلقاسم بن سعيد
تحولات واقع المجتمعات و الإرتدادات القيمية طالما أرخت بظلالها على الذوات المسكونة بالحرارة الإنسانية و القيم السامية التي تتصارع
يوميا مع مظاهر الرداءة و الإنحطاط القيمي الذي يزحف على المجتمعات بسرعة رهيبة و مفزعه .
ما يجب الإنتباه إليه في هذه المرحلة العاصفة التي تعج بالمتناقظات هو هذا الإنهيار المهول للقيم النبيلة و صعود و هيمنة قيم تشيئ الإنسان
و تبضيعه بل أصبحت قيم الأخلاق الرفيعة و السلوك الحضاري و الأخوة و التعاون و الصدق و التسامح و كل ما يدعو إلى الرفعة الإنسانية محل تندر و إستهزاء من طرف شريحة من المجتمع النونسي تزداد و تتظخم يوما بعد اليوم مع قناعتي التامة بأن المجتمعات العربية الأخرى تعيش نفس الوضع بنسب مختلفة.
إننا نحتاج إلى طرح إنقلابي بالمعنى الإيجابي على أوضاعنا القيمية لنعيد الأمور إلى نصابها لأن التعاطي مع القيم الرديئة المستحدثه و المتداولة بين عموم الأجيال
الشابة لدينا لا يجب إخفاءه أو تنسيبه أو إكسابه معاني الواقعية و العصرنه و التي عادة ما أصبحت جلبابا لتكريس الرداءة و البؤس و الخواء الأخلافي .
أقول لهذا لأن الأزمات السياسية و الإقتصادية يمكن أن تزول و يمكن التغلب على إنعكاساتها و لكن أزمة القيم و إنهيار أفضلها و تثبيت أفظعها من الصعب الإنتصار عليه
إذ أن إنهيار جدار حجري أو إسمنتي يمكن إعادة بنائه بسهولة أما إنهيار ألق القيم النبيلة في نفوس جيل أو أجيال ليس بالهين بالمرة.
أختتم هذه الأسطر بما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
بقلم: بلقاسم بن سعيد
مدينة سوسه-تونس في:04/05/2023
Discussion about this post