محمد زينو شومان
لبنان _ زفتا
خذلني الرهانْ
سقطت عن سُلّم أشواقي إلى الحضيضْ
كسقطة الأعمى إذا اختلّ توازنُ العصا
أو سقطة الغافل عن تطور القلقْ
لم أر إصبعي ولا معصيتي
ولم أجد مسوّغاََ يقنعني بحيرتي هذا النهارْ
لم تمطر الدنيا تفاؤلاََ كما بشّرني المشعوذونْ
لم يسقط المنّ ولا السلوى على الجياعِ
في المخيّماتْ
خسئتُ من وغد يغشّه بريق كذبةٍ
كلمعة النحاسْ!
ألست سرّ نطفة مخادعهْ؟
ضيّعت عقلي مثل خاتم رخيصْ
ويلي ألا أعرفني؟
ألم يعد يعرفني الأعمام والأخوالُ
أو شوارعُ المدنْ؟
لكم تسكّعت هنا مع المشرّدينْ
وكم وقفت وقفة الجندي في البردِ وفي الهجيرْ
أحرس أحلامي من اللصوص في الليلِ
وقُطّاع الطرقْ
وكم ركضت حافياََ لأدرك الزمنْ
لست عصامياََ وما أنا بمعصوم ولا عاصمَ لي
من هذه النفس التي تأمرني بالسّوء والمكابرهْ
لم أكتسب نباهةَ الطير إذا فاجأه الخطرْ
لم أعرف الحدّ الذي يفصل بين الشك واليقينْ
ينتابني التاريخ مثل حكّة الجربْ
لكم تحمّلت جناية الجنوح والمغامرهْ
أهزّ مثل نخلة ذاكرتي لتسقط الأوثان كالذبابْ
فقدت طاقتي فمن أين لسلك أضلعي
أن يستمدّ الكهرباءْ؟
كيف سأستمرّ في العملْ؟
ما أوحش الغربة!.. هل نسيني أبي من الدعاءْ؟
أأدخل الجحيمَ وحدي لا سمير لي ولا أنيسْ؟
وحدي بلا فرشاة أسنان ولا كتاب جنسٍ
أو غزلْ؟!
هذا هو الظلم الصريحْ
ما الجنحة التي ارتكبتها لكي يقطّعوا
يدي ورجلي من خلافْ؟
لا ضيرَ.. لن يثنيني الألمْ
معركة أخرى خسرتها بلا أسفْ
لكنني مشاكس عنيدْ
أعضّ نفسي عضّة الثعبان إن لم أنتقمْ
بركلة واحدة أبعثر الأشجانَ والقبورْ
وأُخرج الأحقادَ والأخبارَ كلّها من الصدورْ
طبعي جنونيّ وأنفي شامخ كبرج إيفلْ أو كمئذنهْ
ترى أهذه فلول الصرع والصداعْ؟
تؤلمني فرائصي كساقط من أمل بعيدْ
أو من جناح طائرهْ
لبنان _ زفتا في 2023/5/1
محمد زينو شومان
Discussion about this post