بقلم … شادية دحبور
الزعانين … فلسطين
مرت الساعة بالمطرقة وهي تدق بقسوة على السنديان الذي كان صامتا لا ينطق ولو بكلمة واحدة ، فقالت لا أليس حراما عليكِ أن تدقي عليه هكذا وتؤلميه ؟ ردت المطرقة: ألا تخجلين من نفسك وانت تنقرين رأس أبنائك و تسببين لهم الإزعاج والصداع؟ دافعت الساعة عن نفسها قائلة: إننا عائلة نشيطة ومعطاءة نعمل بنظام ونشاط من اجل المصلحة العامة والحفاظ على الزمن حتى لا يضيع هباء دون تمحيص ولا تدقيق
أما أنت فطول الوقت تضربين ذلك المسكين بدون سبب, انك أداة الظلم والعبودية،ردت المطرقة :
هل شكا لك أو جعلك محامي دفاع عنه ؟ ! إن شعر بالظلم حقا؛ فلِمَ لم يقف في وجهي لأرفع عنه ظلمي، أو حتى يصرخ أو يستغيث ؟ إني أراه دائم الصمت, والسكوت هو علامة الرضا ، لذلك عليك أن تنشغلي بعائلتك فقط وتتركينا وشأننا . اقتربت الساعة من السنديان وسألته عن معاناته من المطرقة ولكنه طأطأ رأسه وظل صامتا فقالت الساعة له :
لا كثير عليكَ ما تفعله بك المطرقة, وستتجمع مطارق أخرى أعنف منها لتصب الضربات المتوالية على رأسك وستظل صامتا طول حياتك ولن ترفع لك رأسا. و هذا كله من ضعفك وسكوتك، لأنه إن لم ترفع أنت الجور عن نفسك بنفسك ؛ فلن يرفعه عنك أحد .
بقلم ….شادية دحبور ….الزعانين
فلسطين
Discussion about this post