ما أريده
—
بقلم …القس جوزيف إيليا
يؤرّقُني سعيي فماذا أريدُ
وما أبتغي ناءٍ مداهُ بعيدُ ؟
أُفتِّحُ أبوابًا أرومُ نسائمًا
فيغزو تضاريسَ المكانِ جليدُ
وأرسمُ لوحاتٍ لأغتالَ غيبتي
فتنهارُ ألواني بها وتبيدُ
إلى سحُبٍ حبلى أوجِّهُ ناظري
فيُسكَبُ لي منها حصًى وصديدُ
وبالوردِ صحرائي أجمِّلُ وجهَها
ولكنَّ طغيانَ الرّمالِ شديدُ
وفوقَ فمِ التّاريخِ أنقشُ قصّتي
فتُمحى ولا راوٍ لها سيعيدُ
وما زلتُ أُنمي كلَّ يومٍ قصائدي
فتنقصُ في المرجوِّ حين تزيدُ
وكم تعزفُ الأوتارَ ريشةُ يقظتي
ولكنّني عمّا تقولُ شريدُ
وكم أطعمُ الأطيارَ خبزَ مودّتي
فتهربُ إذْ تدري لها سأصيدُ
أنا الجائعُ المنهوكُ ساءت موائدي
وقلبُ الّذي يرنو إليَّ حديدُ
أردتُ بناءً لا تُهَدُّ سقوفُهُ
ولكنّني لمْ أدرِ كيف أَشيدُ
وغطّى غبارُ الّلغزِ كلَّ دفاتري
فما عدتُ إنطاقَ السّطورِ أُجيدُ
وإنّي كرهتُ السّيلَ يجرُفُ بيدري
وأرضًا غدت كالموجِ فيَّ تميدُ
وأبغضتُ إيقاعًا يشوّشُ نغمتي
وفكْرًا سقيمَ الطّرحِ ليس يُفيدُ
وها إنّني أرجو غدًا كلُّ مَنْ بهِ
ثريٌّ لهُ لحنُ البقاءِ نشيدُ
وكلُّ الّذي فيهِ سنابلُ حنطةٍ
ستنمو وأوهامٌ تزولُ وعيدُ
وسِفْرٌ جميلُ الخطِّ زاهٍ مرَتّبٌ
وما فيهِ مقروءُ الحروفِ جديدُ
—
القس جوزيف إيليا
٢٧ / ٣ / ٢٠٢٣
Discussion about this post