الكينغ يكتب …..
(مبروك لتونس ولأحبّتي)
…ولعلّه لن يكون آخر إصداراتي
– آخر إصدارات الكينغ: (خمسون بُرتريه وبُرتريه)،
بداية من هذا الأسبوع بمعرض الكتاب، بالجناح رقم (1421):
لطالما كانت أكثر طموحات الرّسّامين، عبر كلً العصور، الوصول إلى الكمال في الرّسم… ولم يكن الكمال في الرّسم، الذي يشغلهم، أكثر من محاولة بلوغ أقصى درجات الإتقان في التقليد. وكان تقليد الوجه (البرتريه)، هوً ذروة مجد وطموح هذا الفنّ. على أنّ أبلد هاتف محمول من الأجهزة الجديدة، الآن، في يد طفل خامل، يمكنه عبر تطبيقات تتزايد كلّ موسم، أن يحقّق هذا، بل ولعلّ النتيجة تتفوّق على الأصل… ويكفي أن نعرف أنّ ثلاثة أرباع مستخدمي مواقع التّواصل الإجتماعي، يثقون في تعديلات التّطبيقات الخاصّة بالبرتريه، أكثر ممّا يثقون في صورة الكاميرا العاديّة، التي هيّ أصدق وأقرب لشكلهم على طبيعته… وقد بلغ من وقاحة الرّياضيّات، أنّها عادت تعتبر فنّ رسم البُورتريهْ، مسألة حسابيّة بسيطة، وليس أكثر من تقاطع وتواصل مجموعة من المعادلات، للوصول لنتيجة مذهلة، وتبلغ الكمال وتزيد عليه. لذلك كنت مهموما بهذا الفنّ من عتبة إبداعيّة تكون بزاويّة مستحيل فكّ شفرتها بأيّ آلة حسابيّة داخل تطبيق بجهاز حديث. و كان حرصي على محاولة إعادة الإعتبار لفنّ البُرتريه الإبداعي، وجعله عصيّا عن أيّ آلة غبيّة، فكلّ آلة ذكيّة، هيّ في آخر الأمر آلة، وكلّ آلة غبيّة وذكاؤها مُبرمج ومحدود. ولهذا كان كتابي الجديد (خمسون بُورتريه وبُورتريه) الصّادر هذا الأسبوع عن أحد أهمّ وأعرق دور النّشر التّونسيّة الجادّة والتي تراهن على الإضافة والتّميّز، وهي (الدّار التّونسيّة للكتاب)، ويشرّفني أن يكون كتابي هذا رائدا في مجاله، وإعلان عن تأسيس مدرسة إبداعيّة عربيَة جديدة، تخرج من تونس، ومن القيروان تحديدًا. وهي ما يمكن تسميّته بمدرسة (ما بعد البُورتريه)، والذي ينحو إلى تفكيك المعادلات الفيريائيّة والرّياضيّة المتوقّعة، التي وظّفتها الرّياضيّات، وإعادة تركيبها من جديد، وفق رؤيا إبداعيّة، تشكّل وتعكس رؤية مغايرة أكثر رحابة واتّساعا….وأكثر نبلا أيضًا، كونها تنتمى لمدرسة إبداعيّة تغرف من منابع الشعر والسّرد والفلسفة والمسرح و عديد الفنون…..
(كمال العيّادي الكينغ)
Discussion about this post