أتفرحين؟
بقلم الشاعرة …حسناء سليمان
أيّتها الشّجرة ، يا شجرةَ الحياة
أيًا شجرةَ السّلام العاجزة عن الكلام
أتفرحين بذاتِكِ؟
بحبّاتِكِ الخيّرةِ ،بالزّيت ،بالجذور ؟
وجذورُكِ ليست لك
حبّاتُك لِمَن يلامسُ أغصانَك
ويُهامسُ أرضَك
“يفرفشُ” التّرابَ لمرفقيكِ
نسغُ حياتِكِ خفقاتُ القلبِ
واعتصارٌ لعطائك
وأنتِ أيّتها المرأة ،يا أنا النّقطة
الكونُ رحبٌ لعينيك
لأناملِكِ ، لقمحٍ منحنٍ في ذاتِك
لشموخُ الأرز في فؤادِك
والفرحُ لن تَسْتَقيه نبعًا لأعماقك ؟
أيّتها المرأة فرَحُكِ ليس لك
هو غبطةُ أغصانِك* المثمرة بالعزّة
المطعّمة بالضّمير
للأجيال* الّتي تناغمت من قيثارةِ صوتِك
للآخر* ،الجزءُ الوارف في كرمَةِ وجودِكِ
فرَحُكِ ليس لك يا شجرة السّلام
النّبعُ الصّافي لا يشربُ ماءَه
ولا يرويه ظمأٌ انغمس بالنّبض
دموعُه انتعاشٌ في عطش الكون
العالمُ وكفُّه الغليظةُ ظلمُ الظّالمين
وقشرتُك يا شجرةَ السّلام قدسيّةُ المساكين
تغمسين فكرَكِ بالسّعادة وتبكين
فؤادُك نابضٌ ابتساماتٍ ويستكين
والسّرور هذا الحبور كيف تصفين!؟…
أيّتها النّقطة اللاّمعة في النّور
مَن أنتِ؟ لماذا تَسْكُتين؟
ألأنّكِ تَتَحسَّسين ،كيف انزلَقْتِ من النّور
وأنت إليه تعودين…
و…وهناك ستفرحين …
هذي حروفُكِ بعضٌ من أنوارِ الحنين
ابسطي كفّيكِ ،أليس الغبارُ يتأبّطُ ذراعَيك
وكوّةُ الضّوءِ ،من حدقتيكِ ، بالمحبّةِ تَسْتَكين
بقلم الشاعرة …حسناء سليمان ٢٠٢٣/٤/٢٥
Discussion about this post