حاتم عبد الحكيم يكتب ..
فتش كراكيبك .. وتصفح بعض عاداتي اليومية
لا أنقل لك كلمات أصالة ” في خانات الذكريات ” ، ولكن من الأصالة أن تفتش كراكيبك وليست فقط بأثاث منزلك ، فداخلنا كركبة تحتاج فلترة ممتدة .. رفقاً بأفكارك فقد تحتاج لتجديدها .
يسعدني حكاية ( قصة قصيرة ) مرسومة بكلمات _ إن كان يسمح لوقت القراء الأعزاء _ :
جلس بجواره هو تحديدًا وسامره ليلاً حيث سطوع وتوهج الهدوء أهم مميزات المكان بالإضافة لصوت هامس لخرير الماء وخربشات هواء الزرع وأثر بعيد لوسائل نقل ، الحديث كان مطولا بذلك الوقت كثيرًا للغاية والجو مليء بالأمطار دون معرفتهم بذلك ، فالسقف كان سماء لهم والنوافذ حماية ولم يمنعهم إحكام الإغلاق من التبحر والبحث والتأمل ، فالسهرة احتاجت كل الذهن وحالة حضور شديد وانتهى حديثه بغاية وجواب يهدف لعلاج غواية ، وانبأكم بخبرية وخلاصة سريعة للجلسة : قد تتملكنا الغربة وتسكن داخلنا وتشعل الضجيج والتيه والتشويش. الغربة ليست فقط بعدك الجسدي عن الوطن أو محل ميلادك الأول فهي بالأصل قلة تواصلك السليم مع الأهل والرفقاء والمنطقة التي ترعرعت فيها ، كما أنه قلة تعقل للإيمان الذي ورثته والأحكام التي تقوم بها على سبيل العادة ، ويضاف إلى ذلك تحويلك العالم المتسع والفسيح إلى عالم ضيق مصغر يخصك .
أردت إضاءة سريعة حتى نفتش الكراكيب ، وأرجو أن يروق لكم تصفح بعض عاداتي اليومية :
_ الاستيقاظ مبكرا للعمل، والنوم مبكرا ( وليس دائما ).. مع شكر وحمد الله بحسب طريقتك ومعرفتك .
_ تستطيع أن تستنشق الصحة والعافية : بالأكل والشرب المفيد .. مع الاشتراك مع زميل بشراء فاكهة متنوعة يوميا ، والاستفادة من الخضروات والمياه بكميات مناسبة.
_ الاستماع لما يروق لك ويلهم شخصيتك ويهذب روحك ويشعرك بالإقبال على الحياة .
_ المشي ليلا ، رائع أن تسير أقدامك وسط الأنوار والناس وتكون نفسيتك في الأعالي .
_ مشاهدة السهرات الدرامية ( التي تجمع ما بين الفيلم والمسلسل ) ففيها العبرة والحكمة وصورة الحياة المثمرة .
_ القراءة وليست فقط الكتب ، قد تكون تغريدات كلمات عبارات ، على الأقل نقرأ مفاهيم جديدة بحياتنا اليومية وأنشطتنا ، والاستفادة من الأحداث وإن كانت عابرة ؛ كلها قراءات تغذي العقول وتدعم مناعة ثقة الإنسان .
_ يمكنك الاطمئنان على الكثير من الأهل و معارفك باستمرار وعلى فترات بحسب إمكانياتك ( الزيارة ، الهاتف، الإنترنت ، تحري الأخبار حولهم ) .
_ إسعاد الناس جزء من إسعادك ، فجرب أن تسهل حاجة الناس بما تمتلك ، إن كنت تمتلك سعادتهم بمنابر وأماكن نشر لإبراز رأيهم وموهبتهم وطموحاتهم ، فلتفعل .
انتهى مقالي هنا ، ولم تنفد إنسانيتي .. أرجو لإنسانيتنا الإشراق والسعادة الممتدة ، فلنستمر بتفتيش الكراكيب ونتأمل بعاداتنا الإيجابية اليومية .
Discussion about this post