نفسيّ تُثرثر….
___________
بقلم … عبد الجبار أحمد
مرحباً….
قلتُ مرحباً الم تسمعنيّ…!
كيف حالك؟
لما تبدُ حزين هكذا؟
هل أنت بخير؟
لماذا لا تُجيّبني هل ابتلّع القط لسانك
بدأت أشعر بالقلق قول لي ما الذيّ أصابّك؟
لماذا لا تُريّد أن تتكلم هل أصبحت أخرس؟
حسناً أريّدُ فقط أن أعرف لماذا تقف مكتُوفُ الأبديّ هكذآ؟
هل تأمل علي فعل شيّئاً ما.!
عرفتُ ما الذي يدُور في عقلك أنت الآن في اللامكان وأن تلك الفتاة قد اعجبتك أليس كذالك..!
لماذ تنظر عليّ هكذا، كنتُ أمزح فقط و ربما هذا الوقت غير مناسب للمزح، فقط كنتُ أريدك انتطق ولو بكلمه واحده لإطمئن عليك، صمتُك هذا يخيفنيّ قل اي شئ، لماذا لا تُجيّبني كأنيّ أتحدث إلي شخص أصابته صدمة يسمع ولا يستطيع أن يتكلم عن ما أصابه، هل أصبحت ميت علي قيّد الحيآة أم ماذا؟
حسناً حسناً لا تقول اي شئ ولا يُهم عن ما تُفكر فيه فقط ارينيّ ماذا كنت تكتب….
ولمن تكتب.؟
ولماذا توقفت عن الكتابة فجأة.؟
حدثنيّ بصراحه، الي ماذا تنظر هل يوجد شيئاً بالأعلى، إلي ماذا تُشيّر أنا لا افهمك، أنت تقصد أعمدةّ التداخيّن اليّ تتصاعد عالياً في سماء المدينة تلك، الآن عرفت ما سبّب كَلَّ هذا، أنت قلق بشأن ما يَحدث في موطٌنٌك أليس كذالك؟ نعم.
أنت أصبحت غريب جداً حتي في بعض الأحييّان لا افهمك وفي نفس الوقت “أنت هو أنا” ولكنٌ لا يُّهِم
أما يحدث وما يُّمر به موطنك هو قدر والله أراد ذالك وأنت لا تقدر علي فعل شئ سوا الدعاء و “لطف الرب”
لكن الشئ الذي لم افهمه حتي الآن و أريدُ معرفته لماذا فضلت العزلة وأنت تعلم جداً نحن الآن في اوائل أيام عيد الفطر المبارك، واعتزلك في هذه الفترةّ بتحديد ليس بصّحيح، حتي ولو كانت بلادك تمُر بهذه الظروف التي لا يستطيع أحد أن يجد لها إجابات منطقيّة،
لكن أعتقد أن هناك شيئاً آخر أنا لا أعرفه أليس كذالك!
أصمت..!
ماذا؟ قلت:
قلت: أصمت أصمت، هذا يكفيّ حتي الآن أنت تثرثر وتكثر الاسئلة من غير اي جدوى لم أعد اتحمل كل هذه الثرثرة ولا أعرف علي اي الأسئلة أجيبّك..!
لم تصيبني اي من الصدمات ولكن فعلاً أنا أصبحت أمارس امارس الحياة بلا حياة ولكن صمتي هذا ليس دليلا علي الضعف ولا عدم قدرتيَ علي التكلم لكن أنت لا تعرف بأن
“الصمت أبلغ لغه العالم”
أما بشأن الكتابة أكتب عن کْلَّ شيئاً يدور في عقلي و مخيلتيّ لأنها المنفذ الوحيد الذي أهرب إليه بعيداً عن ضجيج الحياة و توقفت فجأة حين أدركتٌ بان الكتابة لاشئ أمام ما يحدث في موطنيّ،
أما عن العٌزلة ليس الأمر يتعلق بما يحدث في موطني فقط ولكن أنا احبّ العٌزلة ولست كلُّ عَزلة دليلاً علي تجنّب العلاقات الاجتماعيّة أحياناً تكون العزلة ضروريّة لاستعادة السلام النفسي وراحةُ الذهن وهذا ما أريده أنا في هذا الوقت وفي ظل هذه الظروف بتحديد، فلا تلوموا شخصاً اختار الابتعاد وفضّل العزلة لفترة فبداخل كلِّ إنسانٍ مشاعرُ خاصة به تدفعه دفعاً لكي يكون وحده فاحترموا رغبته ولا تفسدوا عليه عزلته حتى يعودَ لكم بإرادته الكاملة حين يشعر أنّه فعلاً مستعدٌ نفسياً وذهنياً للاختلاط والاندماج معكم من جديد،
أما عن العيّد في هذه مره عبار عن مجموعه من الأحزان وليس ككل مره لأن أحداث الحرب سلبت مِنا هيبة العيد و جمال صباحه الذي كنا نستيقظ منذ الصغر كل عام لنستقبله بفرحه لا إيرادية عندما نسمع أصوات التكبيّر في المساجد و ننتظر حتي تُشرق الشمس لنخرج لأداء صلاة العيّد إلا هذه المره، لذالك سأبقى بداخل غرفتيّ
لا أريد أن أخرج سأكتفي بالجلوس بجوار تلك النافذة فقط..
ما السبب كل هذا أنا لا أعرف، لماذا أنت تسألني و انت تعرفني جداً
أسألك وأنا أعرف الإجابة لكن..
لا من لكن هنا ،انت أحمق فقط، انت تعرف جداً بأن هذا المجتمع لا يهمهم ما يحدث فيما داخلك من معارك نفسي فخارجك هو كل شئ، نعم هذا صّحيح لكن…!
نفسيّ تحاول الثرثرة لمره الثانيه….
نعم اثرثر لأن قرارك هذا المره ليس صّحيح بشأن العزلة لأن هذه الأيام أيام عيّد الفطر المبارك و عليك أن اتخرج من منزلك الذي لا تزال تجلس داخله ثلاثة أيّام بجوار تلك النافذة اللعينة و انا أريد منك أن تخرج في صباح اليوم الرابع أن تفعل كما يفعل غيرك وان تُمارس العيّد كما يفعل الآخرون..
هل ترا أنت ان ذالك صحيح…! نعم
لا اعرف ربما أنت علي صواب هذه المره.!
نعم هذا ما يجب عليك القيام به..
حسناً انت علي صواب في هذا سأفعل كما يفعلون الاخرين و سابدأ بتهنئة ربما قد تكون جاءت متأخره لذلك ” أقدم اعتذاري لجميع ”
“كل عام وأنتم بخير و عيّد فطر مبارك”
بقلم… عبد الجبار أحمد السودان
Discussion about this post