بقلم
طارق حامدى
ياايتها الشام ..
هل لبست ثوب العيد ام ما زال ذاك روب رث أسداله من حزن يزمل جسدك ..
يا أيتها الشام الحبيبه ..
ما بين دمشق وفيينا قصة حب ..
قصة عشق .. قصة شغف .
وما بين الدانوب وبردى شرايين متصله ..
هو الدم الذي يسيل فيها ملايين الكريات البيضاء اليد من المحبة والسلام .. والصفيحات التي تسبح بينهما خضابها متصل بقلوب الشعبين ..
هي الماء صافية عيونها كنقاء وصفاء القلوب .
فيينا ذات يوم كانت أسيرة الحرب والشغب فك قيدها ابناءها ونساءها بعزيمة وصبر ..
هم النساء الركن الذي تبنى عليه حضارات الأمم.
ودمشق تيك الصبية المدللة المعذبه ما زال ابناءها عاقين وما زالت مطمورة في حفرة القهر عيونها ومسجونة خلف حيطان الأحزان.
هو الياسمين صوته مبحوح ومتوسد ويداه ذابلتان.
هي نار الحرب والشغب من احرقت تلك عيون الياسمين وبردى مقرفص يتأمل أولئك أبناء وأخوه متناحرين وفمه على مصراعيه مفتوح بحالة اندهاش .
آه من نساء الشام ما أجمل قلوبها وما أطيب ريح أنفاسها.. مخزولة من رجالها تئن تحت أنياب القهر ..
سيأتي يوم وتعيد للشام الحياة من نهديها الممتلئة لبن المحبه .
هي الرجال تهدم والنساء تبني على مدى عصور الدهر .
آه من قابيل كيف أشعل اول عود ثقاب على هذه الأرض من فتنه وآه من النساء كيف اطفؤا تيك نار بصبرهم وصمتهم .
هو الجامع الأموي ينده من مآذنه فجر هذا اليوم وريحة توابل سوق الحميديه تخرج من أنفاسه..
الله اكبر ولله الحمد .
فيرد السلام عليه المجمع الإسلامي في فيينا ..
خمسون الف مصلي ..
ضارع يفتح قلبه وفمه وروحه مناديا رب العدل والرحمه ..
الله اكبر كبيرا
والحمد لله كثيرا .
وسبحان الله بكرة واصيلا.
كان صوت الجامع الأموي في حنجرته غصة وبحة وعلى وجهه يسكن الحزن .
فيربت المجمع الإسلامي في فيينا على وجهه قريبا يا أخي سيزول الظلم .
صلاح الدين يراقب المشهد عند مدخل سوق الحميديه ويهز برأسه قريبا .
هنا في كف الغربه اجتمعت كل تلك الأرواح التي نثرتها رياح الحرب بدون ضغينه وبدون عقد الطائفيه ..
لا مولاة هنا ..لا معارضه ..لا كره ولا كفر ..
هنا المحبه اجتمعت تغسل وجوه البائسين الهاربين من حريق الوطن الذي اشعلته يد الأعراب حسدا من عيون الشام وجمال روحها .
هي الحرب اكلت أبناءنا وعمرنا وتاريخنا ولم تنتهي ..
كأن السوري ذاك المخلوق العجيب المعجون من الطيبه والعمل والصبر لم تكتفي الحرب بشتمه وحرقه وبعثرته في اصقاع الأرض لجمال عيون أبناء الشام فأستلمت الرايه يد الله عن طريق احد عملاءه في الأرض ليتابع نهش واكل لحم وعمر السوريين فكشر عن انيابه الزلزال وتابع هدم عمر السوري .
كان معنا بن بلدي احمد .. الذي أتى فيينا مستجيرا بها من ظلم الحرب هاربا من الدم والفوضى وعائلته في تركيا ..منذ أشهر وصل ينتظر قدوم عائلته لكن يد الزلزال لا ترحم فبلعت زوجته وابناءه قبل أن يراهم بين زراعيه وتركته حبيس الأحزان..
هنا لكل واحد الف قصة وغصه ..
الاخوه لا يروا بعضهم منذ سنوات وكل واحد تحت نجمة في ارض الله..يرون بعضهم من وراء برزخ الهاتف ..
هي المعاناة وحدت أبناء الشام قاطبة .. هو الحزن سكن كل قلوب أبناء الشام ..
إنه ظلم الإنسان لاخيه الإنسان من شرد وطن وأهله..
إنها يد رائحتها بترول دفعت مليارات الدولارات كي تهدم وطن لانه جميل .
واجتمع الأحبه من كل أطياف الوطن في المجمع الإسلامي كي يسلموا على الشام وأهلها ويقولوا لهم .
كفى ..
كفى ..
بلادنا لا تستحق ذلك .. لم نتعود يوما في ذاك وطن سوى على المحبه إلى متى .
في المجمع الإسلامي ومن جانب الدانوب يحيون الشام ويقولوا لها ..
أيتها المرأة الحلوه التي نضب من اعماقها السعاده ..التي اعتلى وجهها الحزن وسكن فؤادها القهر .
قريبا ذاك يوم أن تعود عافيتك إليك ..
ستدلك جسدك نساءك بالزيت وستقرء على عيونك كل المعوزات وستبني ما هدمته الرجال من فواصل بين النفوس .
حبيبتي يا شام .
سلام من فيينا وأهلها اليك .
بقلم
طارق حامدي
Discussion about this post