بقعـــــة ضـــــــوء ..
في الحـــب والحنيــــن
بقلـــــــم :
لميــــاء العامريــة
لا يعــرف الشــوق الاّ من يكابده
ولا الصبابــــة ، الاّ من يعانيـــها
الله يعلـــم انّ النفس قد تلَفــــت
شـــوقاً اليــك ، ولـكنّــي اســـــلّيها
للحـبّ درجـات ، وللحنيــن زفـــــرات ، وللشــــوق شـــهقات
وفي القلـــب نيــران فقــــدٍ وانّـــــات
قد يبـــدو الكلام في مطلعه عن الحب المعهود والمعــروف ، ولوعة الاشتياق للحبيب ..
غير ان الحب والافتقاد والاشتياق لمن غابوا عنّا ومن رحلوا اشــدّ وطأة على القلب واشــدّ ســـعيرا
فكم من فاقـــد لأمّـــه او لأبيـــه ، او ابنــــه واخيـــه يبكيه في قرارة نفســه ســرأ واعلانا ، في وضح النهار او دجى الليل بحرقة لا يحسّ مرارتها الا من يعانيها
ولا اعتراض لحكم الله واقداره ، فالموت حق ، ومصير محتوم على كل مخلوقات الله ولا يبقى الا وجهه جلّ وعلا وله الملك
والصبر نعمة ، غير ان الفقد اكبر ، والنسيان نعمة ، واطياف من غابوا ومن رحلوا في الافئدة وامام اعيننا ، في كل زاوية وركن ، في كل ضحكة وهمسة ، في كل حرف وكلمة ، في نصح وفي عتب .. في لينٍ وفي غضب ..
كيف النسيان والتناسي ؟ وكيف التصبر ؟
كيف ؟ وفي كل حين نحتاجهم معنا ، حتى في صغائر الامور
كان ارواحنا تعرّت من دفئها .. من الشعور بالامن .. بالامان .. بالدفء .. للصدر الحاني واحضانٍ نلوذ اليها حين تبرد ارواحنا .. والسند الذي يشعرنا بالقوة والثقة دون ادنى شعور بالخوف ..
كلنا نعرف ان الموت من سنن الحياة والطبيعة ، وسبحان ربي الذي قهر عباده بالموت وفراق الاحبة ، وفقدنا لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اكبر
وهو من قال ( ان العين لتدمع ، والقلب ليحزن ، وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون )
وما نحن الا بشر من لحمٍ ودم ، فكيف بنا التأسي والفقد اكبر من قدراتنا على الصبر واكبر من احتمالنا نيران الشوق والحنين لمن فقدناهم حين غرّة
كم نرى انفسنا صغارا دونهم مهما امتد بنا العمر وكم نشعر بمرارة الفقد
وكم نشـــتاقهم ؟؟؟؟
اللهم ارض عنهم وارضِهم واغفر لهم ما وسعت رحمتك واسكنهم فسيح جنانك فهم في ملكوت عظمتك وجلالك يا ارحم الراحمين .. بقلم الشاعرة لمياء العامرية.
Discussion about this post