بقلم … خالد الياسين حمارشه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت في نقاش مع أحد أبنائي حول موضوع الناس التي لا تؤمن إلا بالقرآن ولا تقبل الأحاديث النبوية بسبب أن الصحيحين الذين جمعت بهما الأحاديث سواء من مسلم أو البخاري أو غيرهما من ألأئمة جمعت بعد مئات السنين من وفاة الرسول صل الله عليه وسلم وأن هذه المدة الطويلة التي سبقت ظهور الشيخين ربما كانت كفيلة بالسماح للمشككين بالكلام والطعن بالصحيحين.
وقد كان رأيي المتواضع في هذا الموضوع أن جمع الأحاديث بعد مئات السنين هو حجة للإسلام وصحته وليس عيبا أو مدخلا لينسل منه من يريد الطعن بالإسلام وصحته وثوابته.
لقد جاء من جاء من الأئمة والعلماء سواء البخاري ومسلم أو غيرهما الى الدنيا والإسلام موجود وكما ذكرنا منذ مئات السنين والأمة تعيش الأسلام وأحكامه وشرائعه من عبادات وعقيدة ونسك .يتزوجون ويطلقون ويتوارثون ويصلون ويزكون ويحجون وحياتهم الإسلامية قائمة بدون الحاجة إلى من يتدخل أو يجددها لهم وكل ذلك كان بالنقل والتواتر والتقليد عن من سبقهم من ألآباء والأجداد بالإضافة إلى وجود الناس الأكثر علما بينهم للأمور التي تصعب على العامة .
وأما ما قام به البخاري ومسلم فهو جهد يشكرون عليه إلا أنه جهد لم يغير أو يبدل في نمط الحياة الإسلاميه القائمة ولم يأتوا كأنبياء أو لتصحيح خطأ أجمعت الأمة عليه .هم أشخاص اجتهدوا في جمع الأحاديث مثل موظف جديد في أحد المؤسسات القائمة والناجحة فإجتهد في تنظيم الأوراق وتصنيفها وفهرستها لكنه لم يعمل شئ جديد في مسيرة المؤسسة العامة.
البخاري ومسلم برغم أنهما ليسا من أصول عربية إلا أن مقياس الإيمان بالتقوى وهما مشهود لهما بالتقوى والإخلاص والحرص الشديد على التأكد من صحة ما جمعوا لذلك وبعد نشر ما كتبوا وبسبب الثقة بهما اعتمدت كتبهما كمراجع إلا انها ليس مصاحف ووجود بعض الثغرات فيهما لا يعني تكذيب كل ما ورد بهما .
لقد كان تعبد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وصلاته ونظام حياته منهاجا للمسلمين وترجمة وتفسير للقرآن الكريم وكانت تلك الصورة التي عاشها بين الناس توضيحا لما لم يكن جليا في القرآن الكريم وكان ذلك هو الدين الذي قال الله فيه .إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون والذكر يشمل القرآن وسنة رسوله التي تلقيناها من خلال مشاهدته ومعايشته وتناقلتها الأجيال قبل جمع الأحاديث وبعدها …
بقلم …..خالد الياسين حمارشه
Discussion about this post