بقلم الشاعر … ميشال سعادة
أُسَافرُ عَلَى صَهوَة الحُرُوفِ
يُوَشوِشُنِي جَسَدِي –
مِثلُكَ أَنا بَحرٌ مُضطَّرِبٌ
لا يَهدَأُ أَبَدًا
سُكنَايَ نَسِيجُ غُيُومٍ
وَعَوَاصِفُ أَحلَامٍ وَلآلِىءُ
أَنسَابُ ..
أَفِيضُ سَيَّالًا فِي مِاءِ الكَلامِ
تَتَمَخَّضُ في أَحشَائِي
أَجِنَّةُ الأَرضِ
وَعَلَى وَجهِيَ بُرُوقٌ سُحُبٌ
وَرُعُودٌ
وَسَمَاءٌ صَافِيَةٌ تُظلِّلُني صَيفًا
وِرَبِيعًا أَمُدُّ أغصَانِيَ لِلأَرضِ
تَحَايَا لحَبِيبَـةٍ
فَمُهَا عِنَّابٌ وَشُهًى
وَالحُبُّ بُغَاءٌ
وَعَلَى الشَّفَتَينِ كُلُومٌ وَكَلامٌ
وَالقَلبُ يَنفتِحُ عن جُرحٍ مَفتُوحِ الثَّغرِ
وَنَزِيفٌ يَدُومُ وَيَدُومُ
أُسَافِرُ وَالجَسَدَ
كِلَانَا كِلَامٌ تَفتَحُ ذَاكِرَةَ الصَّلبِ
وَكِلانَا يَقرَأُ آيَاتِ الحُزنِ
آيَاتِ الحُبِّ
وَآيَاتِ الدَّمعِ المِدرَارِ
[ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهمُ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمعِ حُزنًا ]
كِلانَا نَعرِفُُ أَنَّا
مِن جُرحِ الأَرضِ
وَأَنَّا
من جُرحِ الجَسَدِ
وَأنَّا
خَرَجنَا نَتَسَامَى ونَفتِخِرُ
كالقَمَرِ كالشَّمسِ
نَعجَبُ .. نَسألُ –
كيفَ تَكُونُ الدَّمعَةُ دَمعَةَ فَرحَانِ ؟
كيفَ لِسَحَابٍ يَدمَعُ
فَتُجَنُّ الأَرضُ وَيَضحَكُ زَهَرٌ ؟!
أَنَّى لِحَبيبَـةٍ تُنهِدُ يَزهَرُّ الحُبُّ
وَيُذَاعُ الأَمرُ وَيَنتَشِرُ ؟
وَلمَ كُلَّمَا ارتَعَشْتُ
هَبَطَتْ فِي الكِتَابِ قَصِيدَة ؟
وَكُلَّمَا اهتَزَّ غُصنٌ
سَقَطَتْ على الأَرضِ ثَمَرَهْ ؟
وَكُلَّمَا نَفَسٌ حُقَّ
جَدَّ فِي اللُّغةِ نَسَمٌ وَإِيقَاعٌ
أَنهَضُ نَحوَكِ
يا أَرضُ
أَحملُ أَفكارِي وَأُنَادِي
أُهدِي مَوَاسمَ حَقلِي
فِي حُنْجُرَتي صَدًى
فِي يَدَيَّ أصدَاءُ
وَخُرُوقٌ فِ7ي ثِيَابِي
مَثقُوبَ الحِذَاءِ أمشِي
مَرفُوعَ الرَّأسِ أَمشِي
تَعِبتُ وَتَعِبتُ وَلَم تَهدَأْ أَحلامِي
ولا مَلَّ قَمَرٌ
يَنقُلُ كالطِّفلِ عَلَى الأَرضِ خُطَاهُ
لا بيتَ لِي
لا أرضَ لِي
أَعشَقُ مَوتِي
يَأكُلُنِي مَوتِي وَأَرعَاهُ
فِي الطَّبِيعَـةِ أَمشِي
أَنسَى الفَجِيعَهْ
أُعَانِقُ العُشبَ أُآخِي الصَّخرَ
وَعَلَى شَفَتَيَّ غِنَاءٌ
أحفُرُ فِي الحَرَفِ بِئرًا أُعَمِّقُهَا
وَرَأيتُ نَزِيفَ جِرَاحِي
عَبَّأتُ جِرَارًا لِعُطاشٍ فُقَرَاءَ
لا صَدِيقَ لِي غَيرَ الحَجَرِ
وَبَعضَ كَلِمَاتٍ أَسكُنُهَا وَالحَبِيبَهْ
زَرَعتُ فِي أَحوَاضِها زَهرَ ذَاكرَةٍ
يُضِيءُ ذَا الزَّهرُ تَجَاعِيدَ الحُرُوفِ
وَغُمُوضَ المَعَانِي …
ما زِلتُ أَشتَمُّ عِطرَ امرَأَةٍ
تَجِيءُ وَلَا تَجِيءُ
وَلمَّا تَزَلْ زُهَا الدُّنيَا
تُسَافِرُ فِي جَسَدِي
فِي شَرَايِينِي …
بقلم الشاعر ميشال سعادة
من ديوان
[ الجسد إِنْ حكى مَسْراهُ ]
Discussion about this post