نهاية الحديث استوقفها قائلا:
قد تكون هذه آخر مرة أسمع فيها صوتك!
فهلّا قلتِ لي شيئًا أتذكره منك للأبد!
خفضت بصرها مبتسمة، ثم اقتربت منه وقالت بنبرة حذرة:
لم أندم على لقائك.. ولا على فراقك!
تبدو في نظري وكأنك مرحلة كنت أحتاجها لأعبر للضفة الأخرى..
صمتت لبرهة ثم استدركت قائلة:
ما أريدك أن تتذكره مني دائماً، أنني شاكرة جدا لك..
لأنك قد غادرتني في الوقت المناسب!
عقد حاجبيه وقال: لم أفهم!
قالت وابتسامة باردة على محيّاها:
لقد نضجت الآن، والحياة آتتني أكل أحلامي، هي حولي في كل مكان..
لقد كانت يداي قصيرة لا تطولها، واليوم حين أصبحت قادرة على انتقاء ما طاب لي منها، وجدّتك ثقلاً يكبّلها..
ولكنك قد حررتني الآن..
ضحكت قائلة:
تذكر..
أنني شاكرة جدًا لك ..
لأنك سقطت في الوقت المناسب..
حيث لا أسف عليك، ولا رغبة لي بتكرارك..
ثم ارتدت نظارتها، وحيّته قائلة:
كما قلنا أهلاً ذات يوم..
أودّعك قائلة.. ليجعل الله طريقك سهلاً اليوم.. وإلى الأبد..
أستودعك…!
العنقاء
رجاء فوزي
حكايا نوفمبر
Discussion about this post