يا ليلَةَ القَدْرِ

بقلم … محمد الدبلي الفاطمي

يا ليلَةً تَعْدِلُ الأعْوامَ في العَدَدِ
والخَيْرُ فيها روى الأَنْفاسَ بِالمَدَدِ
نورٌ على نورٍ بِهِ الرّحْمانُ كَرّمَنا
طوبى لِمَنْ أدْرَكَ الأخْطارَ عَنْ بُعُدِ
أتتْ إلينا منَ الوهّابِ مَرْحَمَةٌ
تهْدي العبادَ بِذِكْرِ الواحدِ الأحَدِ
تَحْنو الجِباهُ إلى الغَفّارِ ساجِدَةً
تَرْجو النّجاةَ مِنَ الأهْوالِ والنّكَدِ
واللهُ بيّنَ في التّنْزيلِ ما سَنرى
يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ العَرْضِ بالسّنَدِ

يا ليلَةَ القَدْرِ فِيكِ النّاسُ تَنْتَظِرُ
وأنْتُ في فلكِ الدّنيا لنا قَمَرُ
نَرْجوا ونَطْلُبُ مَنْ بالخَلْقِ أنْشَأنا
في لَيْلَةِ القَدْرِ والعَلاّمُ مُقْتَدِرُ
عَبْرَ السّجودِ نَقومُ اللّيْلَ نَسْألُهُ
عَفْواً وَمَغْفِرَةً يُمْحى الوَزَرُ
وفي التّلاوةِ للْقُرآنِ تَذْكِرَةٌ
مِنْها القُلوبُ بِما نَتْلوهُ تَنْفَطِرُ
شَهْرُ الصّيامِ حَباهُ اللهُ مَنْزِلَةً
حَيْثُ الإجابةُ بالخَيْراتِ تنْتَظِرُ

يا لَيْلَةَ القَدْرِ ما أبْهاكِ بالكَرَمِ
أتَيْتِ نوراً بِما تَحْويهِ مِنْ نِعَمِ
نَشَرْتِ حُبّاً بِحَمْدِ اللهِ مُكْتَمِلاً
صيغَتْ بَلاغَتُهُ مِنْ مَعْدِنِ الحِكَمِ
والصّوْمُ جُنَّةُ مَنْ باللهِ مُعْتَصِمٌ
طوبى لِمَنْ عَطَّرَ الإمْساكَ بالكَرَمِ
إنّ العَطاءَ كما العَلاّمُ عَلّمَنا
نَهْجٌ رَفيعٌ يُشيعُ الأمْنَ في الأُمَمِ
تَحْلو الحياةُ لِمَنْ أدّى فَرائِضَهُ
وَأصْلَحَ الحالَ والأفْعالَ بالقِيَمِ

أجْرى الحَكيمْ ندى الأقْلامِ في الكُتُبِ
ونَصَّبَ العِلْمَ في الأعْلى مِنَ الرُّتَبِ
أوْحى لِعبْدِهِ ما أوْحى فَعَلَّمَهُ
حُسْنَ التّواصُلِ والإقناعِ والأدَبِ
محمد المُصْطفى المَبْعوثُ مَرْحَمَةً
إلى الخَلائِقِ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ
رسولُ رَبّي بهِ الإسلامُ حَضَّرَنا
نِعْمَ المُعَلّمُ والمُخْتارُ بِالنّسّبِ
صَلُّوا عليْهِ فإنّ اللهَ عَظَّمَهُ
إنّ الصّلاةَ على المُخْتارِ كالرُّطَبِ

بقلم … محمد الدبلي الفاطمي