الدكتور أحمد مقلد : للجمال نظرة فنية، ومن قوانينه أن يكون الوجه متناسبا متناسقا
متابعة الهام عيسى
لم تجذبني فكرة صياغة الاسئلة بطريقة تقليدية، بل رغبت أن تلامس ولو قليلًا الحس الفني الذي يتخطى المفهوم العلمي البحت للعمليات الجراحية، لما يحويه اختصاص الترميم والتجميل من مزيج لا بدّ منه بين العلم والفن.
وتناغمًا مع الرؤية لأهمية الحس الفني لدى طبيب التجميل الذي يتمحور دوره بإصلاح عيب ما أو طموح للوصول إلى شكل يرغبه الانسان لنفسه، بدأ الحديث مع جراح التجميل اللبناني الدكتور أحمد مقلد الذي قال ردًا على سؤال، إن كان لا بدّ أن يكون الطبيب فنانًا أولًا ليستطيع بالتالي تطويع ادواته؟ وهل هناك من علاقة بين الرسم والنحت من جهة والتجميل من جهة اخرى، قال أحمد مقلد “إنّ الحس الفني لدى الطبيب ليس ضروريًا إذا امتلك العلم الكافي فترة تخصصه”. ويضيف، “ولكن إن تكلّل العلم بحس فني ولد بالفطرة مع طبيب التجميل، هنا يستطيع أن يبرع أكثر ويتميّز عن الذي يمتلك العلم فقط، إنّما لا يعني ذلك أنّ من ليس لديه حس فني لا يستطيع اتقان الجراحة أو ليس لديه القدرة على أن يخرج بنتائج ممتازة؛ ولكن الابداع والتّميّز يكملهما الحس الفني”.
وأضاف الدكتور أحمد مقلد أنّ للجمال نظرة فنية، ومن قوانينه أن يكون الوجه متناسبا متناسقا، فالجمال لا يقضي أن تكون أعضاء الوجه كلها على حدة متقنة وجميلة، فالانف الصغير لن يظهر جمال الوجه الكبير، والعكس صحيح فإنّ ملامح الوجه الصغيرة تظهر جميلة مع تناسب الانف الصغير وهكذا.
ويسلّط الدكتور أحمد مقلد الضوء على أهمية الحوار الصريح والواقعي بين الطبيب ومريضه قبل الجراحة، ومصداقية الطبيب بنقل صورة دقيقة للمريض عن النتيجة بعد الجراحة، من دون الاسترسال باحاديث الخيال والتغيير المذهل، ويؤكّد أن “من واجب الطبيب أن يشرح للمريض بدقة كل ما سيمرّ به من لحظة دخوله إلى المستشفى لحين خروجه منه، وإن لم يحدث ذلك، فلا بدّ أن يسأل المريض عن كل التفاصيل التي يريد معرفتها”، مبينا أن الحوار الصريح والواقعي مع المريض يقود إلى نتائج مُرضية. مركّزًا على أهمية أن يعرف المريض جيدًا إن كان الطبيب الذي سيلجأ إليه، جراح تجميل وإن كان اسمه مسجّلًا في جمعية جراحة التجميل الطبية، كي يتأكد من قدرته وامكانيته على إجراء العمليات التجميلية، قائلا “من المهم أن يدرك المريض أنّ النتيجة تختلف بين شخص وآخر، وقد يواجه اشتراكات تلي العملية الجراحية، مؤكدًا على أحقية المريض بأن يعلم بالامر، وأنّ هذه الاشتراكات قد تحدث مع أي شخص كان من دون أسباب محدّدة. وينوّه الطبيب أنّ الاشتراكات لا تحدث جراء خطأ طبي ولا تسمّى خطأ، وإن كانت احتمالات حدوثها ضئيلة جدًا، فلا بدّ على المريض أن يكون على علم بكل ما قد يحدث”.
Discussion about this post