بقلم الشاعر … حافظ محفوظ
فِي اللَّيْلِ أَكْتُبُهَا وأُخْفِيهَا،
أَقُولُ غَدًا أُغَنِّيهَا لِبَعْضِ الأَهْلِ والأَصْحَابِ،
أُهْدِيهَا لِعَابِرَةٍ إِذَا صَادَفْتُهَا.
فِي الصُّبْحِ حِينَ أَمُدُّهَا وأَقُولُ أَقْرَؤُهَا
تُفَاجِئُنِي رَوَائِحُهَا،
رَوَائِحُ تُشْبِهُ الخَوْفَ القَدِيمَ
وتُشْبِهُ القَلَقَ المُعَبَّأَ فِي الجِرَارِ
وتُشْبِهُ الشَّوْقَ المُعَتَّقَ فِي المَوَاوِيلِ القَدِيمَةِ
والنَّسِيبِ.
فَأَتْرُكُ الكَلِمَاتِ تَرْقُدُ عِنْدَهَا وأَفِرُّ مِنْهَا:
أَيْنَ أُغْنِيَّتِي؟
أَنَا لاَ أَعْرِفُ الشَّيءَ المُخَبَّأَ بَيْنَ أَوْرَاقِي،
تَغَيَّرَ شَكْلُهَا وقَرَارُهَا.
فَتُجِيبُنِي كَلِمَاتُهَا:
هَذِي أَنَا، لَكِنَّنِي أَبْدُو كَمَا أَخْفَيْتَنِي،
لاَ شَوْقَ، لاَ أَحْلاَمَ، لا أَلْحَانَ تَحْجُبُ صُورَتِي.
أَنَا بَعْضُ أَوْهَامٍ تَمُوتُ حُرُوفُهَا،
أَنَا بَعْضُ أَتْعَابٍ تَمُدُّ غُصُونَهَا
أَنَا أَنْتَ …
فانْظُرْ رُبَّمَا غَنَّيْتَ ذَاتَكَ
حِينَمَا غَنَّيْتَنِي…
بقلم الشاعر … حافظ محفوظ
Discussion about this post