الشاعر : بشير العبيدي
رمضان عدت فعاد للأكوان
معنى الحياة و نكهة الإيمان
يا عابر التّاريخ في أطواره
عبر المدى و تعاقب الأزمان
يا ضيف كلّ النّاس في كلّ الدّنى
يا عائدا بعوائد الإحسان
أهلا و سهلا ضيفنا و حبيبنا
يا مالئ الآفاق بالقرآن
يا من عرفت بشهر كلّ فضيلة
و كسبت في المعروف كلّ رهان
يا وافدا معه كريم خصاله
نعم الوفادة يا فتى الفتيان
طلق المحيا لم تزل عند اللّقا
صافي السّريرة واضح البرهان
تهدي السّلام إلى الوجود تحيّة
عن ديننا الشّادي بكلّ لسان
في موكب فخم جليل فاخر
لشعائر الإسلام و الإيمان
فإذا بكلّ الكون يشرق بهجة
فرحا بفيض الحبّ و الإحسان
كلّ المساجد كالنّجوم تلألأت
و زهت على ما كان من عمران
زادت صوامعها شموخا في السّما
أ ترى يزيد الطّول في رمضان؟
و هل الأذان إذا تردّد عاليا
يروي بحقّ غلّة الآذان؟
اِيهِِ فللأرواح ما تُغذى به
فتظلّ ريّا العود و الألوان
فالآي و الأذكار في أوصالها
كالماء في الأوراق و الأغصان
و كذلك النّفحات في رمضان كم
تسري فتروي لوعة الوجدان
و بها نفوس النٍّاس تسمو عاليا
و قد انتشت بالرَّوْح و الرّيحان
و تظلّ ملأى بالمحبّة و التّقى
و البرّ و الآمال و التّحنان
خفّاقة تهفو للقيا ربّها
و كأنّها تهفو إلى الأوطان
ليست لنا الدّنيا بدار مُقامة
لنقيم في الدنيا على اطمئنان
فلنستعدّ لتركها فلربّما
ندعى لنلقى داعي الرّحمان
فغدا سنلقى ربّنا ليثيبنا
بالعتق و المنجى من النيران
و غدا و في يوم التّغابن حظّنا
يعلو و ترجح كفّة الميزان
رمضان يومئذ ينادي أهله
هيّا هلُمّوا يا بني رمضان
هيّا ادخلوا الجنّات، هذا يومكم
هذا الذي قد كان في الحسبان
ها هو ذا الرّيّان بابكم الذي
كنتم وعدتم فادخلوا بأمان
للّه كان صيامكم و قيامكم
و اليوم بشرى الفوز بالرّضوان
الشاعر :بشير العبيدي
Discussion about this post