نسمي أبنائنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا
الرواد نيوز
من عجيب عادات العرب أنهم كانوا يختارون لأبناءهم من الأسماء ما يدل على الشدة و البأس ك ( مقاتل، و محارب، وحرب، و صخر، و مُرة، و حنظلة، و ضرار …) .
و يختاروا لعبيدهم ما فيه من معنى التفاؤل ك ( فرح، وسالم، و بدر، و نجاح ) .
سئل أعرابي: لم تسمون أبناءكم ب شرّ الأسماء، نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو رزق ومرزوق ورباح؟
فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا .
يريدون أن الأبناء عدّة للأعداء، وسهام في نحورهم، فاختاروا لهم هذه الأسماء.
فالعرب كانوا يرسلون أبناءهم للحرب و ليس عبيدهم، فلما يأتي العدو و يسأل عن أسماء محاربي الجيش يجدون : مُرة، و حرب، و صخر، و مقاتل، و محارب .
فيكون هذا أوقع للرهبة في قلوبهم .
أما العبيد فعملهم الخدمة، وذلك أن الإنسان أكثر ما يدعو في ليله ونهاره مواليَه للاستخدام من دون أبنائه .
طول النهار بينادي على العبد أو الأمة، فيختار له أو لها اسماً يدعو للتفاؤل و البهجة .
كذلك من عادات العرب، أنهم كانوا إذا ما وُلد لهم طفلاً أرسلوه إلى البادية، فتأخذه أحد المرضعات من نساء البادية و تقوم على رضاعته و تربيته، و هذا لأمور منها : أنهم كانوا يرون أن الطفل إذا رضع من غير أمه كان أنجب له، و إذا نشأ في البادية كان أبعد عن أمراض المدن، و يقول بعض أصحاب السير بأن ذلك كان لما في “هواء البادية من الصفاء، وفي أخلاق البادية من السلامة والاعتدال، والبعد عن مفاسد المدنية، ولأنّ لغة البادية سليمة أصيلة” .
فكانوا يرسلون أبناءهم للبادية لتستقيم ألسنتهم، و لتقوى أجسادهم .
Discussion about this post