الرواد نيوز
ظهرت طائفة الفتوات مع سقوط دولة المماليك بداية القرن السادس عشر ، وكان تكوينها الأساسى يهدف إلى تأمين الأحياء من التشكيلات العصابية التى كانت تنهب الأسواق فى ظل غياب الأمن نتيجة لضعف الدولة ، وظلت الطائفة تعمل فى أحياء القاهرة والأسكندرية حتى قامت ثورة يوليو 1952 .
وكان الفتوات لا يتكلمون إلا بالعصى ، وهى عندهم لغة لها أصول وفنون يعلمونها ويتعلمونها ، ومن هذه اللغة ..
1- إذا رأيت خمسة من أقوى فتيان الحى يتصدرون موكب ” زفة ” وقد حملوا عصيهم رأسية عالية ، فهذا معناه أنهم يتحدون كل من تحدثه نفسه بالتصدى لموكبهم من فتوات الأحياء التى يمرون بها .
2- أما إذا حملوا عصيهم أفقية عالية ، فهذا ينطق بأنهم مسالمون يطلبون الأمان ، والمرور بـ ” الزفة ” فى هدوء وسلام .
3- وإذا إستوقف أحدهم لموكب ” الزفة ” وقد رفع عصاه أفقية مائلة ، فهو يريد أن يستوقف ” الزفة ” ليرقص عشرة بلدى تحية لأهلها ، على أن يدفع ” نقوط ” لفرقة الموسيقى يتناسب مع قدره ، وإعزازه لأصحاب الزفة .
4- وإذا رأيت أحدهم يضع عصاه أفقية على ” قفاه ” ، وقد أمسكها من الناحيتين بكلتا يديه ، وبدأ رافع الرأس مفتوح الصدر ، فإعلم أنه يعلن عن شجاعته ، وإستصغاره لشأن أعدائه .
5- وإذا رأيته يجر عصاه وراءه على الأرض ، فإعلم أنه فى مصيبة ، ويعلن للناس أنه لا يطيق أن يقترب منه أحد .
6- وإذا كان فى مجلس ، ثم سمع حديثا لم يعجبه ، فإنه ينذرهم بعصاه ، فينقر بها على حذاءه عدة مرات ، فإذا سكتوا كان خيرا ، وإذا تمادوا تكلمت العصى على الرؤوس .
7- فى وجود كبار الفتوات يجب على صغارهم أن يؤدوا التحية الواجبة ، وهى أن يمسكوا عصيهم من منتصفها ، ويضعونها بجانبهم أفقية إلى أسفل ، والويل لمن لا يحيي الزعيم .
8- وإذا رأيت الفتوة ممسكا بعصاه من طرفها الأسفل ، وقد حملها على كتفه ، كما يحمل الجنود بنادقهم ، فالأفضل لك أن تتمثل بالمثل المشهور ” إبعد عن الشر وغنى له ” .
المصادر ..
الفتوة في السينما المصرية – ناهد صلاح
مجلة الإثنين والدنيا 6 فبراير 1950
——————-
Discussion about this post