لايأس ،لكنه واقع..
بقلم الأدبية … مها عبد الكريم
راقبت الطير هنأته فهو خرٌ طليق ،إلا إن صادفه صياد من الحيوان أو البشر..
راقبت الحيوانات رأيتها تسرح بالبراري تؤدي المطلوب منها وتحيا بطريقتها، كمُدجنه تعمل كل المطلوب منها وترتاح ، تمارس امومتها الطبيعيه وتسرح فراخها بعيدة عنها ولكل منهم مرعاه ومسراه..
راقبت الإنسان ببلادنا حصراً ،ففي ديارٍ أخرى هم أعلم بوضعهم..
تأتي إلى دنيانا تضحك تبكي تلهو تتعلم ،والأهم….تحلم
تحلم بغدٍ سأكبر سأحصل شهادات (بحال كنت طموح)
سأغير واقع أهلي وأسبقهم وأرفض أن أكون مُسير
سأقتص لأمي من تنمر المجتمع على فقرها وضيق حالها..
سأجعل أبي يمشي معتزاً بي وبمناصبي..س..س…س..
سأرفض جلباب أبي وسأعشق فتاة قوية متحضرة تلبس الشورت وترقص التانغو بالشارع لا أقبل أن تكون صورة عن ماضي سخيف كأمي وأرائها وتوفيرها لأخر الشهر وخضوعها للراتب واللقمه المتواضعة..
تكبر وتدرس وتُحصل بفضل تلك الأسرة التي كنت نرفضها..
تبحث عن مكانٍ لشهاداتك غير الحيطان.. ستجده قد شُغل بفلانٍ وابن فلان..سترفض بصوتٍ عالٍ أول الأمر ،فالشباب عنفوان..
سيقابلك المدير العام أو الوزير إن له وصلت بالشكوى:ياأستاذ فلان عنده خبره..فلان هو ابن عائلة فلان جده كان فلان..وعمه فلان.
ستجيب أنا بسنين خبرته البسيطه والتي كان مداوم فقط بالأسم فيها..كنت أحصل شهادات لأطور وأحدث المعلومات والسستيمات….
ستخرج من أول مقابلة تتوعد وتصرخ بصوت عالي..ولن ينتج معك شيء..لأن كل مكان ستدخله بشهاداتك وعلمك،ستجد من سبقك بكرت توصية إليه وأخذه..
تقبل الواقع وتعمل بإحباط ووجع،وجع قاسي سيرافقك للممات وتبقى ذكراه ندبة على شغاف قلبك الشاب الطموح..
ستحاول إيجاد شريكة مختلفة تليق بشبابك وعلمك لأن زميلتك الجامعية التي أحببتها ،وجدت بأبن فلان وسيارته رغم ثقل ظله ،شريك مناسب لحياتها ،فهي مثلك ترفض الحاضر وتريد التطوير..ولو بالنّسب مع عائلة كل ماضيها وسخ..المهم الحال الحالي ووضع الجيب المليء من قوت الفقير ..لايهم..
ستقبل بموظفة بجانبك وتقول: راتبين بالبيت أفضل..وستطلب منها أن تتعلم من أمها وأمك ،فالحياة صعبة وتحتاج تدبير لاتبزير..
ستحاول الانصياع لطلب فلان بالعمل وتوقع على مناقصة لصالح فلان…ستقع أنت ، والشلة تلك التي أوقعتك ستشرب نخب إزاحتك…
ستنتظرك زوجتك والأولاد وستحكي لأولادكم عن والدهم الطموح العبقري الشريف..الهيرو..
ستخرج من السجن سجن الروح والحبس معاً، وتنظر لوالدتك ووالدك وتقول :ليتني فهمت درسي مثلهم بالعالم الثالث
كل العلم والشرف والتطور بلا واسطه ودعمة وولدنة ح…عند العرب صابون.
لكنك أضفت لعلمك شيء مفيد إن الأمهات والأباء ببلادنا فقط للعمل والفائدة من صبرهم بصمت وإن رفضوا كلمة للشباب بعد كل التعب والإرهاق ..يُجابهوا بكلمات كالسياط :أنتم من لم يعرف فك شيفرة الحياة..لم تجيدوا ركوب الأمواج!!
ياأبنائي ببلاد العرب أوطاني الصمت لغة الشرفاء، هو أفضل حلٍ لإحترام الذات
الصمت هو الحل…حتى أمامكم نحن نصمت ..
معكم نصمت حُباً لاعجزاً ..
أعانكم الله على زمنٍ قادم الآلة فيه بديل الإنسان ، والكلاب والقطط ببيوت الأكابر مرفهه ،بينما الأطفال بالشوارع تأكل بقايا مرمية وتحلم أن يتصدق عليها عابر سبيل .. بقلم الأديبة مها عبد الكريم
Discussion about this post