بقلم … الشاعر داود بوحوش
ذات رمضان معظّم كريم أقبل على جمهرة من أصدقائه الأفذاذ لعلّه يلتمس عذرا لما اقترفه أو ملاذا يطفئ به لهيب ضميره الذي بات يمزّق أوردة أفكاره
فتودّد قائلا:
-لقد سبق السّيف العذل و إني و الله لنادم على صنيعي و لآكل أطراف أصابعي خجلا و استصغارا لهذه الجُثّة الهامدة الماثلة أمامكم.
فهبّ الكلّ يسألونه و كأنّ أمرا جللا كانوا يبحثون عنه في باطن السّماء فنزل على صدورهم بردا و سلاما في قعر الأرض.
-هيّا أخبرنا يا رجل لقد أنبتّ الماء في رُكبنا و تجمّد الدّم في أرجاء أجسادنا فما خطبك ؟ هلّا نطقت و أسرعت فأفصحت؟
تابع مسرحة موقفه قائلا بعد أن أيقن أن درجة الإصغاء كما أراد لها كانت مشتعلة.
-أنا ما جئت طلبا للمغفرة يا أصحاب المعالي يا إخوتي البررة فافتوني في ثلاث سجائر ضخيتها في صدري في عجلة من أمري في هذا الشّهر المبارك و تكفيرا عن سوأتي ها قد تعرّيت إذ الله سترني لأتوب توبة نصوحا.
فكم كانت صعقته عميقة و صفعة خلّانه غائرة أدمت قلبه عندما اكتشف بالحجّة و البرهان أنّ من خال أنّهم من الخلّان منذ قديم الزّمان لم يكونوا سوى شرذمة مشبعة بالخذلان و النّفاق و البهتان إلاّ واحدا ربّت على كتفه و دعا له بالرحمة و الغفران أمّا الباقية الباقية فقد نكّلت به و شهّرت أينما حلّت وجعلت منه موضوعا للتّندّر و السّخرية في كل المجالس فما كان منه إلاّ أن يعيد تجميعهم في موكب بهيج فارق و أسرّ لهم أنّ ذاك السّرّ الذي عنه قد أفصح لكي يُحفظ ها قد فُضح و أنّه لم يكن سوى من صنع الخيال ليتبيّن معادن أقران لطالما ظنّ أنهم خير خلّان و أقسم في الإبّان بأن ينقشعوا في الحال و ألّا يرى لهم ظلّا حتّى في كبد المنام.
بقلم ….الشاعر داود بوحوش….تونس
Discussion about this post