بقلم : سلمى صوفاناتي
في اطار تسليط الأضواء على تعزيز العلاقات مع دول الجوار .. والاجماع العربي حول عودة سوريا الى الجامعة العربية ما يستوجب للتسريع بحل الأزمة ومعالجة تداعيتها الأمنية والسياسية والانسانية …
التقينا بالمحامي د غالب عنيز .. عضو مجلس الشعب لثلاث دورات متتالية وعضو مجلس محافظة كذلك لثلاث دورات على التوالي .. المدرس المعتمد في جامعة بلاد الشام بالعاصمة دمشق .. وبعد البدء بسؤاله عن أهم وأبرز المنعطفات السياسية في حياته أجاب قائلا :
في الحقيقة لايوجد بحياتي منعطفات .. لكن هي عبارة عن مراحل تنتقل من مرحلة الى مرحلة واستمرارية لنهج خططناه منذ أن تفتحت براعم الوعي لدينا في هذه الحياة والنهج الأساسي هو محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة الوطن والمواطنين ..
هذا النهج الذي مشينا به منذ أنا بدأنا بالخطوات الأولى من الدراسة .. بعد ذلك انتقلنا الى تعميق هذه الأسس من خلال الدراسة الجامعية ومن ثم الحصول على الدوكتوراه التي أهلتني أن أعمل مدرسا للعديد من المواد في جامعة بلاد الشام ..
حقيقة الجانب السياسي له بعد اخر في حياتي
فمنذ نعومة اظفاري وأنا أعشق خدمة المواطنين .. كما أعشق خدمة الوطن .. هذا نهج تربينا عليه في المراحل الاولى في العمل المجتمعي الذي كان على مستوى المنطقة والحي والبيئة الشعبية التي تختص بتذليل المصاعب أمام الاخوة المواطنين ..
والتي انتقلت فيما بعد الى مرحلة أخرى وهي مرحلة دخول الانتخابات .. بدءا من انتخابات الادارة المحلية ومجلس محافظة دمشق .. ثم مجلس الشعب .. ووفقني الله تعالى أن كنت عضوا في مجلس محافظة دمشق لثلاثة دورات .. وكذلك عضوا لمجلس الشعب أيضا لثلاث دورات ..
وهذا ماأعطاني بعدا كبيرا في العمل الخدمي والعمل السياسي .. وهذا النهج كماقلت : خططته منذ بداية حياتي .. وقلت أن الانسان عليه أن لايقف أمام الصعاب مكتوف الأيدي .. وانما يسعى ويطمح جاهدا للوصول الى غايته .. ( ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش ابد الدهر بين الحفر ) والدنيا تاخذ غلابا ..
على الانسان أن يبذل قصار جهده للوصول الى اهدافه .. ويضع نصب عينيه محبة الوطن والمواطن طالما أن غايته سليمة .. ونحن اليوم كما ذكرت مسبقا لايوجد لدينا منعطفات سياسية في حياتنا وانما هي انتقالات من مرحلة الى اخرى املين أن تكون المراحل اللاحقة أفضل من السابقة .. حتى نزيد العطاء طالما نحن على قيد الحياة ..
– ماذا قدم لكم عملكم السياسي وماهي الآفاق التي تطمحون اليها ؟
– لايوجد لدي أي مكاسب في العمل السياسي ولست من أولئك اللذين يتسلقون السياسة للوصول الى مصالح فردية أو شخصية .. كما قلت سابقا فانا اسعى لخدمة الوطن والمواطن من باب رد الجميل
.. الوطن قدم لنا بالبداية كل شيء نحن في سوريا بفضل الله تعالى الدراسة مجانية .. لذلك يتوجب علينا أن نسعى جاهدين بأعمالنا المختلفة لنقدم خدمات لبلدنا ولو كانت على حسابنا الشخصي .. لأن الغاية تبرر الوسيلة ..
فأنا عندما يكون لدي غاية سامية هي الوصول والارتقاء بالعمل العام .. فعلي أن أضحي .. وهذا كان حقيقة ملموسة .. بذلت الكثير من المال بغية تقديم الخدمة والمنفعة لهذا الوطن ابتغاء وجه الله تعالى فعسى أن يتقبل مني ..
– ماهي قرائتكم لتداعيات الأحداث الأخيرة ؟
وماهي تصوراتكم للمرحلة القادمة ؟
– في ظل المؤامرات والمكائد الكبيرة التي تعرضت لها سوريا في السنوات الأخيرة .. وماخلفته يد الارهاب الغاشم .. لاحظنا وقوف الدولة والقيادة السياسية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار حافظ الأسد .. وقفت بصمود واباء في مواجهة الأزمة لتبقى سوريا عصية على الارهاب ..
والحمد لله فاننا نقول بأن الأزمة الحقيقية قد انتهت وربما دخلنا منذ سنين في أزمة اقتصادية خانقة بسبب هذا الحصار الذي اريد منه تركيع سوريا وتذليل الشعب السوري .. لكن بفضل الله تعالى وبفضل هذا الصمود الكبير للاخوة المواطنين ولبلدنا وشعبنا ..
وتحت راية جيشنا الذي لم يتوانى لحظة عن السعي الحنيف للخلاص من الارهاب اللقيط الذي كان يجوب بلادنا من حين الى آخر ..
واليوم : أصبحنا في مرحلة التعافي .. فأنا أقول : نحن نتطلع في هذه الأيام الى هذه المرحلة .. بحيث تعود كل الاراضي الخارجة عن سيطرة الدولة .. اضافة الى تحرير كافة الاجزاء الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الامريكي وغيره من العصابات الارهابية الذين تسببوا في عمليات التخريب ..
ولم نحصل على شيء من أولئك الذين ادعوا بأنهم يريدون الحرية ويريدون السلاح ويريدون غير ذلك .. فكانت هذه الادعاءات ادعاءات باطلة وكاذبة أرادوا من خلالها .. الوصول الى السيادة السورية . والنيل منها .. ولكن كما أشرت مسبقا : وبفضل ومن من الله تعالى وبجهود جيشنا الباسل .. بقيت سوريا صامدة وتحررت معظم أجزائها وبقي القليل ..
كذلك مصاب من الله تعالى ذلك الزلزال الذي حدث وأثر على بلادنا .. وأضاف أزمة اقتصادية جديدة .. وازمة سكنية جديدة .. لكن وجدنا الخير الكبير من أبناء شعبنا في سوريا اللذين لم يقفوا منذ الساعات الاولى .. وهبوا هبة واحدة بغية مساعدة الاخوة المنكوبيين المتضررين وكذلك المصابين والجرحى واسر الشهداء اللذين قضوا في هذا الزلزال
..ولايغيب عن اذهاننا أن نتوجه بالشكر لكافة الدول العربية التي ساندت سوريا في هذه المرحلة .. وفي هذه النكبة الكبيرة .. وعلى رأسها دولة الامارات العربية المتحدة وكذلك مصر والأردن .. ولاننسى طبعا الاصدقاء روسيا وايران وكذلك الصين والدول الاخرى كلها التي وقفت مع سوريا هذه الوقفة في هذه المرحلة العصيبة ..
ونحن اليوم نتطلع الى مستقبل واعد زاهر لبلدنا وخصوصا اننا بدأنا نرى في الأفق عودة لسوريا الى الجامعة العربية ..
وكذلك عودة الى العلاقات العربية الافضل والأنسب اليوم وزير خارجيتنا في مصر الشقيقة ومصر طبعا هي من الدول الأولى التي نحن نحترمها ونجلها .. وخصوصا أنها الدولة الأولى التي كان هناك وحدة بيننا وبينها منذ عام ١٩٥٨
فكانت سوريا هي الإقليم الشمالي وكانت مصر هي الإقليم الجنوبي في تلك الدولة الموحدة التي كانت على زمن القائد الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله والذي نكن له كل التقدير والاحترام .. ونحن اليوم نسعى ونبذل كل الجهود على المستوى الدولي لعودة سوريا الى الجامعة العربية .. الى علاقاتها العربية المتينة ..
وسمعنا منذ فترة بأن السعودية تسعى لاعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال افتتاح القنصلية في سوريا وربما يكون هناك زيارة لوزير الخارجية السعودي إلى سوريا .. كل هذا بمشيئة الله يبشر بالخير .. لكن نحن نرى بأن الاعداء مازالوا يتربصون بنا ..
فهذه اسرائيل بين الحين والآخر .. تقوم بقصف العديد من المواقع في سوريا والعديد من المواقع المدنية .. ونحن في حي كفرسوسة تعرضنا لهذه المحاولات اليائسة والفاشلة التي ربما أدت إلى اصابة عدد من المواطنين وعدد من الأبنية .. وهي وهي تدعي بأنها تريد ملاحظة بعض الأشخاص الذي تدعي بأنهم ضدها ولكن الحقيقة بأن اسرائيل الغاية الاسائية هي دمشق ..
وهذان المطاران مدنيان ولايوجد هناك قواعد عسكرية ولايوجد هناك أي شيء .. فهذا الادعاء الباطل لاسرائيل لن يعطيها الفرصة بأن تحصل على ماتريد .. ونرى كذلك حليفتها امريكا .. مازالت تضع قواعد في سوريا وهي تسيطر على بعض آبار النفط .. وتسرق النفط السوري هي وتركيا ..
فكذلك اليوم هناك مقاومة شعبية كي يسارعوا بعودة هذه العلاقات .. لتعود سوريا إلى الجامعة العربية .. وكذلك نطالب العالم بأجمعه أن يسعى بشتى الوسائل لكسر هذا الحصار المفروض علينا .. فهذه المدة البسيطة الذين ادعوا بأنهم أوقفوا الحصار على سوريا لموضوع الزلزال الأخير ..
هذا لايكفي .. ونحن لا نقبل به .. سوريا ليست ارهابية وليست متعدية على أحد .. لذلك لابد أن يكون هناك الغاء لهذا الحصار بالكامل بمشيئة الله .. والغاء لهذه العقوبات الأحادية الجانب حتى يتعافى هذا الشعب الذي تعب وانتهك خلال سنوات الحرب وخلال هذا الحصار الٱقتصادي الكبير ..
أملنا بالله كبير وبقيادتنا السياسية .. املنا بشعبنا .. بجيشنا .. بأن يكونوا جميعا صفا واحدا ونعود افضل مماكنا عليه ..
ختاما : اشكر هذه الصحيفة القيمة الرواد نيوز الدولية .. وهي صحيفة دولية لها سمعتها اشكرها على هذا اللقاء وآمل أن يكون الإعلام كما عهدناه دائما .. هو صوت الحق .. هو منبر الخير .. هو الذي ينقل الصورة الصحيحة والسليمة على أرض الواقع .. وبجهودكم ان شالله نعطي الصورة الناصعة عن الوطن العربي بأكمله ..
وعن سوريا بشكل خاص .. التي عانت وتعاني .. بمشيئة الله القادم اجمل والفرج سيكون قريبا .. كل الحب للدكتور اشرف كمال رئيس تحرير الرواد نيوز .. دمتم بألف خير ..
Discussion about this post