بقعـــــة ضــــوء …
بقلـــــم :
لميـــاء العامريــة
بناء الانسان والاوطان معضلة يواجهها العالم النامي وعلى وجه الخصوص عالمنا العربي الذي ابتلي ومنذ عصور في الانشغال بما لا يقدم ولا يؤخر وعلى وجه التحديد منذ عصر سقوط الدولة العباسية في المشرق العربي ودولة الاندلس في شمال البحر المتوسط
ولو دققنا النظر في اهم الاسباب بل وسببها الاكثر خطورة هو انشغال الانسان عن واجبه المقدس الا وهو بناء الانسان بما تقتضيه مبادئ الرجولة والفروسية وعدم الانشغال بوسائل اللهو والعبث والمجون ..
بناء الانسان البناء السليم هو الداعم الاول لبناء وتقوية الاوطان وتطورها حضاريا بما يشمل العمران والعلوم وتعزيز الثقة بما ينتجه الفرد والمجتمع من اسباب التطور والارتقاء ..
ان يحاول الفرد او المجموع تقديم شيء او انتاجه او ابتكاره حتى وان باءت المحاولات بالفشل افضل بكثير من ان يكون متفرجا لا يشغله سوى انتقاد هذا او ذاك او يعيب على هذا او ذاك ..
وبدءا وفي عصرنا الحديث نجد محاولات الكثير من اصحاب الطاقات والقدرات الخلّاقة ان يقدموا ما توصلوا اليه في مختلف مفاصل الحياة سواء في العلوم او الفنون او الآداب او الصناعة والزراعة وغيرها يواجهون بموجة من الانتقادات والسخرية وبمختلف وسائل الاحباط مما تترك اثرا سلبيا على المبدع والمبتكر ..
ولا شك ابدا في ان مجتمعاتنا عموما من اليأس بمكان ما افقدها حتى ابسط مقومات الثقة بالنفس والثقة بالنجاح ، ولا يكتفون بهذا بل يرمون اسباب فشلهم على ولاة امور الدولة والحكومات والمسؤولين وغيرهم ..
نعم هناك الكثير من الانظمة الحكومية التي فشلت في ادارة دولهم لعدم امتلاكهم البعد القيادي الاستراتيجي والايديولوجي السليم للارتقاء بمستويات شعوبهم وبلدانهم ، لكن هذا لا يعطي ولا يشرعن الاكتفاء بإلقاء اللوم والانتقاد فقط …
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
اعمل لأجل نفسك ومجتمعك وبلدك ، وكن مبادرا نحو العمل الايجابي والفكر الايجابي البنّاء .. وبدل توجيه النقد والاكتفاء به لما تراه دون تحقيق الافضلية بادر لتعمل الافضل وليكن مبدأ النقد ايجابيا هادفا للعمل الجماعي لتقديم الافضل
وما لم نكن اول المشجعين لمن ينتج لُبنات البناء والتطوير والابداع ونشغل انفسنا باجراء المقارنات مع من سبقونا في عملية التطوير الحديث والسليم فلن تقوم لنا قائمة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تشجيع المنتوج الوطني ايّا كان حتى وان كان يخطو اولى خطواته وليس بذات الجودة التي وصل اليها منتجي العالم المتطور لان الخطوة الاولى تقودنا للتي بعدها والتي تليها حتى نصل لمستوى الطموح المنشود ..
هكذا تطورت الامم التي سبقتنا وهكذا امتلكت الريادة والافضلية
الانتاج التلفازي في بداياته كان عبارة عن صندوق خشبي والعاب دمى ، ثم وبعد الثورة الصناعية كانت الخطوة التالية صور متحركة لشخوص دون صوت ومن ثم تطورت حتى وصلت الى ما وصلت اليه في عصرنا الحاضر دون الالتفات الى انتقاد الواقع ومن يقف وراء ترديه .. من يريد ان يعمل فليعمل مرتكزا على امكانياته الذهنية والفكرية والابداعية منطلقا من قوة الارادة والعزيمة والثقة بالنفس وان يجعل نصب عينيه ان الفشل وان تكرر فهو سبيل النجاح
وكفانا البحث عن شماعات نعلق عليها اخطاءنا ونلقيها الى الاخرين .. بل كفانا التمشدق بالانتقادات لنضحك على انفسنا قبل الاخرين باننا الفرسان الذين لا يشق لهم غبار .
اعمـــــل بالممـــكن والمتـــــاح ولا تنســـى الطمـــــــــــوح
الاعمال الفنية والثقافية والفكرية ، والانتاجية والتنموية والزراعية والعمرانية وغيرها الكثير مما يدخل في عملية البناء الانساني والوطني يجب ان تلقى تشجيعا من المجتمع اولا قبل ان تحظى برضا الانظمة الحاكمة حتى في طرق الاشارة والايماء الى نقد الواقع والتنبيه اليه ، وفي الايام الاخيرة ظهرت موجة من الانتقادات اللاذعة بحق عمل فني وكثر فيه اللغط بين مادح وقادح ، عمل يطرح الواقع المعاش بسلبياته وايجابياته ، لماذا لا نستثمر من السلبيات من يدفعنا للعمل على الحد منها والشروع بتغييرها نحو الايجابية المنشودة ؟؟
ولنسال انفسنا ، لو كان اي فرد فينا في موقع الذين قاموا بالعمل هل كنا سنفعل الافضل ؟
لو كانت الاجابة نعم ، فأقول الساحة مشرعة وميدان العمل متاح ان لم يكن وراء الشاشات فعلى ارض الواقع فأرونا ما انتم فاعلون …!!!
Discussion about this post