الزند “ القوة والصلابة “
بقلم ناديا سليمان يوسف
ما نحتاجه اليوم هو فن يحمل رسالة جليّة وواضحة وليس مجرد صور مشوّهة للإنسانية و الأخلاق
نحتاج لقراءة عميقة لما يدور في المجتمع بكل مافيه .
ومن هذه الناحية نؤكد على دور الدراما التي لها الأثر الكبير في رسم هذه الصورة للأجيال القادمة .
وتميّزت الدراما السورية بتقديم العديد من الشخصيات التي جسّدت دور البطل الشعبي، وحققت نجاحاً كبيراً فيالعقود الماضية ولا يمكن نسيان الفنان أديب قدورة في دور أبو علي شاهين أو الفنان صلاح قصاص في دور ديب أبوعمر أو أيمن زيدان في دور مفيد الوحش والجعبة تحوي الكثير والمثير..
ومانراه اليوم في المسلسلات تجسيد شخصية جديدة بملامح مختلفة للبطل الشعبي الذي ينفض عن عباءته غبار الذلوالخنوع ولعل أبرز تلك الشخصيات يقدّمها الفنان تيم حسن في الموسم الحالي من شهر رمضان المبارك من خلالمسلسل “الزند – ذئب العاصي” الذي يتحدى نفسه أولاً بالخروج من عباءة “جبل” في مسلسل “الهيبة”.
الزند بداية من اسم المسلسل ومافيه من معاني العزيمة والقوة وهنا مايحتاجه الإنسان في أي عمل أو خطوة يقوم بهامروراً بعناصر القصة والحوار والمضمون والبناء الدرامي والعناصر الفنية من ديكور وإضاءة وإخراج ولهجة والذييترافق مع أغاني تراثية للمنطقة بصوت أشبه بالقيثارة
يضاف إلى كل هذا أن العمل من إنتاج أكثر الشركات عراقةً في عالم الإنتاج الفني والمشهود لها عبر أجيال وهي شركة “صباح “
القصة تتحدث عن المعاناة التي يعيشها الإنسان البسيط الموجود في كل بقاع الأرض سواء الفلاح في الأرياف وماتعرض له من ظلم وقهر الإقطاعي أو سكان المدن الذين كانوا عرضة لظلم الباشا وأزلامه..
تيم حسن من جديد يثبت أن الإبداع لا علاقة له بالشكل والوسامة فقط فهو العاشق الرقيق في دور نزار وهو المغلوب علىأمره في مسلسل أسعد الوراق ،و هو الشهامة في دور عبود في الانتظار أما في الهيبة كان بحق جبل شيخ الجبل ناهيكعن تجسيد شخصية الملك فاروق بكل حرفية..
ولكن في الزند فقد تخطى كل حدود الإبداع حتى أننا نسينا أن هناك فناناً من يمثل الشخصية فنحن لا نرى إلا عاصيالحقيقي أمامنا هذا البطل الشعبي الذي يعيش بداخل كل شخص يتمنى أن يحطم كل القيود التي تخنقه
وفي تحليل بسيط للشخصية نجد إتقانه الشديد للهجة أما عن ملامح الوجه فهي تنطق دون كلام من البطل
أما عن لغة الجسد نستطيع الجزم بأنه تفرد بذلك من حيث الحركة والخطوة ووضع البارودة على كتفه حقيقةً صورة حيةعن ذلك البطل شخصية قوية ومستقلة وصارمة لا يقبل التهاون ولا يخشى من قول الحق وهنا يكمن التجانس الحقيقي والانسجام بين صناع الفن سواء التصوير أو الإخراج أو الكاتب أما في المشاهد التي تتضمن المعارك فيها إبداع حركيوتسليط الضوء على كامل الشخصيات وهنا يكمن النجاح في التصوير والمؤثرات الصوتية المرافقة
وكل كلمة سواء من البطل أو أي شخصية تم توظيفها بشكلها الصحيح مما يعزز الأداء والمشهد
ولأن المسلسل يتصدر الترند بشكل يومي بعد دخوله السريع لقلوب المشاهدين منذ عرض البرومو التشويقي له قبل أياممن بداية شهر رمضان، ومع عرض الحلقة الأولى منه، كان لافتاً مدى تعلّق المشاهدين بهذا العمل.. نلاحظ بعض الأصواتالتي هي بالأساس ضد النجاح و التميز تحاول التصيد بالمياه العكرة و رصد بعض الهفوات الصغيرة التي قد تحدثحتى في السينما العالمية وهوليود
متناسيين عمداً كل أعمدة النجاح في المسلسل لا لشيء سوى أنهم أعداء النجاح
النقد شيء ذو قيمة كبيرة يساهم في عملية النجاح ولكن عندما يتحول إلى مجرد تجريح فهو يحمل بداخله الضغينةوالحقد ليس إلا من بعض المتفزلكين في الكلام كأن يقولوا هذا المصطلح غير موجود في المنطقة وفيه مشاهد عنفومشهد مقتبس من فيلم كذا و تقليد لفنان معين ووووو من هذه الترهات
لا تنقصوا من قيمة العمل الذي يكاد بضاهي الأعمال العالمية
كثير من الفنانين والنقاد و أهل الصحافة العرب السوريين والمصريين والخليجين واللبنانين تحدثوا عن قيمة هذا العمل
وفي النهاية الجمهور العربي هو الذي سيحكم على العمل وقد قال كلمته منذ البداية بأنه الأكثر إمتاعاً وإقناعاً وتماسكاًفي شخصياته وبنائه الدرامي وعناصره الفنية
Discussion about this post