“فستان قصير”
بقلم الشاعرة … لمياء المقدّم
إذا منعتني من ارتداء فستان قصير
ماذا سيبقى لنسعى من أجله؟
ترى ركبتي النافرتين إغواء
ولا ترى ما في القدمين من محبة
أتعرف أني صنعت هاتين الركبتين من علب صفيح
قديمة وعصي تركها أبي معلقة على جدران غرفته؟
ركبتاي، لأسباب كهذه، لا تغريان أحدا
عندما جريت وعندما سقطت
عندما احببت وعندما بكيت
حضنت ركبتي كقطع ممزقة من قلب صغير
ومرة اكلت ركبتي اليسرى
وأنا أشاهد فيلم “الجوع” واقفة على قدم واحدة وظهري مسندللجدار
لو أنك نظرت جيدا
لما رأيت في ركبتي ما يغري
ولطلبت مني أن أعري كتفي ايضا وصدري
أن أمشي معك في الشارع عارية كورقة غار
ليس الجسد ما يظهر للبشر
الجسد فكرة
لو نظرت جيدا
لتركتني أزين ركبتي بأشرطة ملونة
أجرهما خلفي في الملاهي
امنحهما من حين لآخر قطعة حلوى
واصرخ حين تتشاقيان أو تخبطان في بركة ماء
آخر النهار اربطهما بحبل في رقبتي
واعود زحفا على عروقي
أنت على حق: الحب رحلة شاقة
زحف دائم باتجاه الآخر
إذا مددت يدك الأن ولمست الجلد الناعم
ستجد حجرين يتيمين
ينشران البؤس.
بقلم الشاعرة ……لمياء المقدّم ……تونس
Discussion about this post