الشاعرة … حسناء سليمان
دَعْكِ في شموخِكِ أيَّتُها الذّاتُ الجميلة
تَفخيمٌ دون استحقاقٍ كثيرًا ما يكون مشوّهًا مِن عاطفة( ١)
بعيدًا عنِ التّجرّدِ(٢) الشّفّافِ الصّادقِ المتوشّحِ بالحقيقة
لن يُقلّلَ من قيمتِكِ التّقصير
قد يلمعُ البُهرُجُ(٣) في عينِ الجاهلِ والمُتجاهل
ولا يرى الماسَ لأنّه بعيدُ المنال …
لا تخجلي أيّتُها الذّاتُ الشّامخةُ الجميلة
في شموخِكِ المتواضعِ حبّاتُ عطائِكِ منحنية
ما أروعَ أن يُهامسَها النّسيمُ بالتّقدير !…
ولو هبّتِ العواصفُ لتقصفَها، قد تنثُرُ بعيدًا تلك الحبّاتِ اللّامعة
ولا تقدرُ أن تلويها بل تُقرِّبُها من نبعِ استمرارِها
يلامسُها التّراب بدفءِ حنانِه
تسطعُ الشّمسُ بمحبّةٍ إذْ ترى من عليائِها عطاءً صامتا
فتنبتُ سنابلُ مرتعشةٌ بلونِها الأخضر ، مرسومةً بريشةِ الأمل والخيال…
خصرُها النّحيلُ لا يلبثُ أن يحملَ رأسَها المتهادي بالوعود …
وتنحني ، وتنحني ، فيعجبُ المتجاهلُ ،العاصفُ قلبُه، من سخافتِه…
انطفأَ ضوءُ التّبجّحِ في عينيه ، لوى عنقَه … ما عاد يلمحُ غيرَ غُمامةٍ سوداء…
ابتعدَ عنه الضّوءُ ،خَسِرَ أروعَ نعمةٍ … نعمةَ الصّفاءِ الّذي يجعلُنا نتوشّحُ بثوبِ النّور …
( يا ربّ ساعدني أن أكون كالسّنابل المنحنية …
عطاؤها الصّامت لا يحتاج للإطراء
ولا يعرف التّمنين …الضّمير صافٍ والقلبُ مستكين …)
الشاعرة حسناء سليمان لبنان في ٢٠٢٢/٣/٢١
١-الرّأي المتأثّر بعاطفة لا وثوقَ بصحّته (La subjectivité)
٢-الرّأي المتميّز بالتّجرّد موضع ثقة (L’objectivité)
٣- البُهرج:اللّمعان المزيّف
Discussion about this post