الانثى الصامدة
بقلم الشاعرة فوزية بن حورية…
انا التي لا تنثني ولا تنحني وان عصفت بها العواصف عصفا…
ارفع هامتي الى السماء في إباء شامخة…
وعينايا الى الأفق البعيد تظل في تفاءل متطلعة…
ودموعي للوجنتين غاسلة ومخضبة…
مهما عبثت بي الهجوم بين الامواج الصاخبة…
اتخذها مراكبي الى بر الاماني لي حاملة وراسية…
وان ادلهمت دجنة البحر اللُّجّيّ… من بصيص نور طريق الخلاص له واجدة…
وكلما طوّحت بي طوائحُ الزَّمن اكبو كبوة الفرسان…
ثم اتحرر من عقال الأنشوطة وانتفض جذلة…
واستحم بقطرات ندى الفجر المعطرة…
اسكبها من اباريق الحياة ….
وارتشفها من اكوابها المزخرفة خمرا معتقة…
وأنسج خيوط اشراقة ضياء الفجر المتلألئة…
إكليلا عسجديا على الجبهة المخططة…
بلؤلئ العرق مرصعة…
وامد خدا بتلات الورد النضرة… الى فلقة الصبح المبهرة…
مقبلة أضواء سناء الكون الساحرة…
ومن شعاع اشراقة الصبح اتخذ لي مركبة الحياة المتوهجة…
وأنطلق وانا بنسمات الفجر الندي متسربلة،… وبأريجه العبق متلفعة…
و بالساعد والفكر اصارع الدنا وايامها المنصهرة…
انا الانثى الصامدة، انثى السرو لا تزعزعني الزوابع العاتية…
ولا تقلعني الاعاصير… ولا تجتثني من اراضي الزلازل المقوضة…
أتموّر مكاني واظل كالطود راسخة…
شجرة زيتون مخضرة على الدوام ثابتة ومعمرة…
انا يابن آدم، ابنة الضلع حامي القلب من كل مَعْصَرَة…
لاكون لك السند الايمن… والمؤنسة…و متن الصدر الترقوة…
حملتك وهنا على وهن وانتظرت قدومك وانا متلهفة..
اطلقت ألاف الزغاريد بدل الزغرودة الواحدة…
الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية الجمهورية التونسية من ديوانها “جدلية العشق والغرام”
Discussion about this post