بقلم الشاعرة … سعيدة باش طبجي
دَهْري أنَا..
مَا كانَ قبْلًا مُنْصِفَا
أيّامَ كانَ القلبُ صَبًّا مُدْنَفَا
أيّامَ كانَ العِشْقُ يُزْهرُ في خُدودِي
وَردَ سعدٍ
مِنْ شغافِي قد هَفَا
ايّامَ كانتْ ِلمّتِي سَوْداءَ
و القلبُ النّميرُ
كمثْل ثَلْجٍ قد صَفَا
أيَّامَ كانَ العُمرُ
عِطرًا سائلًا
و النّبْضُ ريّانًا و حِسًّا مُرهَفا
أيّامَ كُنّا
نَحتَسي اللّذّاتِ منْ دَنّ الهوَى
شَهْدا وخَمْرًا قَرْقَفَا
أيّامَ كانَ الحَرفُ
نَسْجًا منْ حَريرٍ في القَصيدةِ
مِخْمَليًّا مُتْرَفا
أيّامَ كانتْ نَبْضَتي
مِثْلَ الثُّريَّا عُلُِّقتْ
في سْقْف عُمْري أحْرُفَا
☆▪☆
مَرَّ الشّبابُ كَمَا عَبيرٌ عابرٌ
غاضَ الشّذا
والنّورُ في الأُفْقِ اخْتَفَى
لمْ أغتَنِمْ فيْضَ الشّبابِ
وفوْرةَ العُمْر المُكلَّلِ
بِالأمَاني والصَّفَا
ظَلمَ الزَّمانُ مَواهِبِي
و خَبَا لَهيبُ الحُبِّ والأشْعارِ
والنّبْضُ اْنْتَفَى
هَذي أنا مسْلوبةُ النّبضَاتِ
أضْحِي في هَجيرِ الهجْرِ ..
في جُرْف الجَفَا
في لُجّةِ الاشْجان وَلْهَى
في صَقيع الوِحدةِ الصَّمّاءِ
جُرحًا متْلِفَا
أتوَسّّدُ الحُزْنَ المَقيتَ
وأحْتَسِي الحِرمانَ
منْ ماضٍ جَميلٍ قدْ عَفَا
و القَهْرُ يَسْري في شغافِ مَشاعِري
يُهْدي لِحَرفِي
ليْلَ عَجْزٍ مُقْرِفَا
يَجْتاحُني في شَقْوتي
بقسَاوةٍ و شراسَةٍ
و يَقُولُ لي:هيّا…كَفَى!
☆▪☆
كمْ أشْتَهي
أنَ أُرْجِعَ العُمْرَ الجَميلَ و أرْتَمِي
في حِضْنِ أشْواقِ الوَفا
بشِغافِ طِفْل يَافعٍ
يَلْهُو برغْمِ الرّيحِ و الأنْواءِ
ضَبْيًا أهْيَفا
وبنبْضِ صَبٍّ عَاشِقٍ
فوْقَ المَواجعِ قدْ تعالَى
واسْتَطالَ و رَفْرََفا
لنْ يَرجِعَ الزّمنُ الجَميلُ و إنَّمَا …
بالحَرْفِ أُرْجِعُ
عِطْر أيّامِ الصَّفَا
مِنْ عُمْقِ أشْوَاقي
أرَى في خَافِقي.. أملًا
عَلى مَوْج المَواجعِ قدْ طَفَا :
“سَأكونُ في مَرْج القَوافِي
غيْمةً تهْمِي جَنًى
ونَسِيمَ حُبّ هَفْهَفَا
أيْقُونةً للحُبِّ و الشّعرِ الأصِيلِ
نَبيَّ عِشْقٍ..
بالسّلامِ قد اِحتَفَى ☆
بقلم الشاعرة 《سعيدة باش طبجي》
ديسمبر2018.
Discussion about this post