نشيد المحبة و السَّلام

الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري

كونوا هنا للقلب مفتاح الهنا
كونوا هنا أُهدي لكم قلبي أنا

إنِّي ضميرٌ ضائعٌ وسَط الدُّجى
إنِّي رسولُ الحبِّ في هاذي الدِّنا

هل تنثرُون الوردَّ في كلِّ الرُّبى؟
تأبوْنَ زرْعَ الودِّ فيما بيننا؟

كونوا هُنا أعدَدْتُ قلبي مَوطِنا
لقُلوبِكم ،إنْ طُهِّرَتْ، ذا حُضْنُنا

يا مَن مددْتُمْ للسَّلامِ لنا يَدًا
يا مَن زرَعتُمْ بالمَحَبَّة دَربَنا

كونوا لنا إخواننا، أحبابنا
أولادنا و نشيد أفراحٍ هُنا

العالمُ المشحُونُ أجَّج نارَهُ
و الحربُ تُحرقُ كلَّ شيءٍ حَولَنا

دقَّتْ طُبولُ الحَربِ أصوات العُوى
صمَّتْ هُتافاتُ العِدا آذانَنا

ما ذنبُكم ؟ما ذنبُنا ؟ما ذنبُهم
أطفالُكم ؟،ما ذنبهُم أطفالُنا ؟

ما أرضكم؟ ما أرضنا؟ ما شمسُكُمْ
ما شَمْسُنا ؟ما بحرُكُم ما بَحرنا؟

و سَماؤكُم ليستْ لكم ،ليسَتْ لنَا
كمْ سوفَ نَحيا يا تُرى؟ كم عمرُنا؟

ما بات في الأسلاف من آثارهم
أو جُلُّها، إلَّا تواريخَ العَنَا

و تَسابَقُوا في آلة القتْل الَّتي
صُرِفتْ عليها بالسَّخا أمْوالُنا

هل مهَّدوا دَربَ التَّسامُح و الصَّفا؟
هل قدَّموا سِلْمًا إلى أجيالِنا؟

هل ليسَ فيكُم راشدٌ أو عاقلٌ؟
هل ليسَ فيكُم مَن يُعَلِّي حِصنَنا؟

في وجْهِ مَن زَرَع العَداوَةَ قاصِدا
تَهمِيشَنا ، تَضليلَنا، تَجويعَنَا

إذْلالَنا، إلهاءَنا، استعبادَنا
قُولوا لَهم ،الأرضُ أرضُنا كُلُّنا

قد أهدَت الأطنانَ مِن خيْراتِها
بِكفَايةٍ لَو وُزِّعتْ مَا بَينَنَا

الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
(البحر الكامل )
تونس