سَيِّدَةُ القَصَائِدِ
بقلم الشاعر والأديب ميشال سعادة ...
سَيِّدَتِي !
أَعرفُ مَنْ أَنتِ
وكُلَّمَا ازدَدتُ بِكِ مَعرِفَةً
أَجهَلُ مَنْ أَنتِ
يا سَيِّدَةَ القَصَائِدِ
أَنتِ أكثَرُ من دِفْءٍ
أنتِ مِن جَمرٍ أَبهَى
أَنتِ أَصدَقُ مِن عِطرٍ
وَمَعًا نَحتَرِقُ ..
يا طِيبَ هَذَا الإحتِرَاقْ !
سَيِّدَتِي !
ما أطيَبَ الجِرَاحْ
ما أطيبَ الأفْرَاحْ
عندما الجُرحُ وَردَةٌ
والظَّلامُ مِفتَاحُ الصَّباحْ
عجَبًا –
كيفَ أَنِّي عَاشِقٌ صَحوَكِ
والشِّتاءْ !
وأعْجَبُ العَجَبِ –
كيف زَهرُكِ لا يَعرِفُ ألوَانَ الفَنَاءْ
وأنّكِ العطْرُ
يا شَمَاليَّةَ الإنتِمَاءْ !
صَدِّقِينِي —
كلَّ آنٍ
كلَّ أوَانٍ
بينَ وجهَينَا حَوارَاتٌ تَدُورُ
لا تنتهي …
أتأمَّلُ وَجهَكِ أسَافِرُ
شِرَاعيَ الهُدْبُ
ضِياءُ عَينَيكِ يَكتُبُ الحُبَّ
بِحِبْرِ الوردِ
ودَمِ الأَقَاحْ !
صَدِّقِينِي –
يَحمِلُني خَيَالِي الى حَيثُ تَكُونِينْ
يُبطِىءُ فِي الإيِابْ
كأنَّ خيالي أنا
كلُّ الحَنِينْ
وَمَاءُ اللِّقاءِ
قَبلَ الغِيابِ وَبَعدَ الغِيَابْ
إخالُكِ
كُلَّمَا غِبتِ عَنْ نَاظِرِي
تَعُودينَ على أشرِعَةِ البَالِ
أُعَانقُ وَهمًا في وَهمِ الخَيَالِ
كأنَّ واقعَنِا خَيالٌ
وَالخيالَ واقعُنَا الحَقِيقِيّ !
خُذي بِيَديَّ
أَعطينِي يَدَيكِ
ما عُدتُ أعرِفُ
كيفَ الوُصُولُ إليكِ
لَكِنِّي أَعرِفُ أنَّ حبَّكِ كانَ
ويَبقَى انفِجَارًا
ليس للكلامِ قُدرَةٌ على التَّعبِير !
وأعجَبُ
كيف تَكتُبِينَ تَارِيخَ أمواجٍ
كشَفَتْ أحوَالَنَا
في صَحوَةِ المِينَاءْ !
وأعجَبُ
كيف تَرسُمِينَ جُمُوحَ سَفِينَةٍ
أَربَكَتْ شَهوَةَ المِاءْ !
يا امرَأَة !
ما انتِ دُونَ أنا ؟
وما نُجُومٌ إِنْ لم تَكُونِي سَحَابًا
أَرضًا وَسَمَاءْ ..
كُونِي ما شِئتِ
ما شِئنَا
لكِنْ –
ما أمَرَّ وما أوجَعَ الحَنِينْ
حِينَ أكُونُ حَيثُ لا تَكُونِينْ
وما أطيَبَ الحَنِينَ حِينَ أكُونُ
حَيثُ تَكُونِينْ
يا امرَأة !
ما أصعَبَ الكَلامَ
لكنّي أملِكُ نَارَ الكَلامْ
وَأعرفُ أنَّكِ أنّى سِرتِ
يَسِرْ خَلفَكِ الطِّيبُ والضَّوءُ
وَأرسِمُ فَوقَ خُطاكِ خُطَى حُبِّي
لقَلبِي أقُولُ –
قُلْ لدَمعِكَ أن يَتعَبَ
قُلْ لنَبضِكًَ أنْ يَهدَأْ
… وأعرِفُ أنَّ عِطرَكِ
ما زال في يَديَّ
وأنّكِ أقرَبُ مِنِّي إلَيَّ
وأنا أعرَفُ بِكِ مِنكِ !
غدًا–
اذا اتَّسَعَ المَكانُ بَينَنَا
صَدِّقِينِي –
أشتَاقُ إليكِ أكثَرَ
أقتَرِبُ مِنكِ أكثَرَ
أحبُّكِ أكثَرَ
أكثَرَ
أكثَرْ !
قَبَسٌ مِنكِ أنا
هَلاَّ رَأيتِ قَمَرًا يَنَامُ
في حُضنِ الشَّمسِ
ولا يَنَامْ ؟!
تَخَيَّلِي عَاشِقًا على فِراشِ الجَمرِ
يَحتَرِقُ ولا يَحتَرِقُ
لكنْ _
يَشتَعِلُ الكَلامْ
وأرِاكِ تَسبَحِينَ في فَضَاءَاتٍ
زِئبَقِيَّةٍ
تَعصَى على شَهوَةِ أصَابِعِي
كَعِصيَانِ اليَقظَةِ على المَنَامْ !
بقلم الشاعر والأديب …ميشال سعادة
Discussion about this post